سواء كان أخضر أو أسود أو أبيض، يحتوي مشروب الشاي على فوائد عدة، غير أن استهلاكه بكميات كبيرة يعرّض الجسم لأخطار كثيرة، فما الكمية التي ينبغي ألا نتجاوزها يومياً؟

حول هذا الأمر قدم الباحث في المعهد الفرنسي لأبحاث الزراعة برنار سرور والطبيبة المختصة في التغذية نينا كوبي، تقريراً نشرته «لوفيغارو ماغازين»، أكدا فيه أن الاستهلاك العقلاني للشاي، يجب ألا يتجاوز من 4 إلى 5 أكواب (يحتوي كل كوب على 250 ملل) أي نحو 400 ملغ من الشاي طوال اليوم مع ملعقة صغيرة من الشاي في كل كوب، وذلك وفق توصيات الوكالة الفرنسية لأمن وصحة الغذاء والبيئة والعمل.

‎ويعود السبب إلى احتواء الشاي على مادة الكافيين، إذ تصل كميتها إلى 50 ملغراماً في كوب من الشاي مقابل 80 ملغراماً في كوب قهوة، وعليه فإن الإفراط في شرب الشاي قد يضر بالصحة، وقد يسبب، وفق طبيبة التغذية نينا كوبي، تسارع نبضات القلب والشعور بالقلق والعصبية واحمرار الوجه، من دون أن ننسى أن مادة التانين التي يحتوي عليها هذا المشروب يمكن أن تتفاعل مع الحديد الموجود في الأطعمة فتحُدّ من امتصاص الجسم له.

يمكن أن يؤدي الإفراط في شرب الشاي إلى الإصابة بفقر الدم، أي انخفاض مستوى كريات الدم الحمراء، وهي الجزيئات التي تحتوي على الحديد والمسؤولة عن تزويد أنسجة الجسم بالأكسجين. وحتى نتفادى الوقوع في هذه المشكلة الصحية، تنصح طبيبة التغذية بشرب الشاي بعد مرور فترة زمنية على تناول وجبة الطعام، والحرص على أن يكون دافئاً.

‎وفي هذا الشأن يقول الباحث في المعهد الفرنسي لأبحاث الزراعة برنار سرور: «إن تناول مشروبات ساخنة، تفوق درجة حرارتها 65 درجة مئوية يمكن أن يزيد خطر الإصابة بسرطان البلعوم».

‎ويمكن الاستفادة بشكل كبير من الشاي، عند تناوله باعتدال وبالكميات التي ينصح بها الخبراء، وذلك لأنه يحتوي على البوليفينول، وهي مضادات أكسدة تسمح بالقضاء بسهولة على الجذور الحرة، وفق د. نينا كوبي، مما يؤخر ظهور علامات الشيخوخة.

‎كما تحفز مضادات الأكسدة أيضاً التمثيل الغذائي للدهون، وتعزز استخدامها في إنتاج الطاقة، وتساعد في التقليل من تواجد المواد الدهنية في الجسم. وتسهم البوليفينول كذلك، وفق المختصين، في الحفاظ على الفلورا المعوية الصحية.

‎وتشدّد الطبيبة كوبي على أن مادة التيانين التي يحتوي عليها الشاي، تؤثر كذلك في المزاج، فهي مادة تعزز الشعور بالراحة والاسترخاء وتزيد إفراز السيروتونين والدوبامين اللذين يطلق عليهما اسم هرموني السعادة والمتعة على التوالي، وعليه فهذه المادة تساعد بشكل فعّال في مكافحة الإجهاد والقلق.