في جبال الجنوب الغربي للمملكة العربية السعودية، تعمل الحكومة على إحياء غابات العرعر القديمة، هذه الجهود تستهدف مواجهة التدهور البيئي الذي نتج عن عقود من تغير المناخ والأنشطة البشرية، تعتبر غابات العرعر موئلا مهما للتنوع البيولوجي، حيث تنتشر على ارتفاعات عالية في مناطق مثل الطائف والباحة وعسير، تسهم هذه الأشجار دائمة الخضرة في خلق مناخ مميز وتؤوي العديد من الأنواع النادرة.

موائل نادرة تحتضن التنوع البيولوجي

تتميز غابات العرعر كونها نقاطا ساخنة للتنوع البيولوجي، حيث تضم فصائل مهددة بالانقراض مثل النمر العربي، هذه الغابات تلعب دورا حيويا في استقرار التربة وتوفير الغذاء للحياة البرية، وأصبح استخدام أشجار العرعر متجذرا في الثقافة المحلية، سواء في صنع الأدوات المنزلية أو استخدامها في الطب الشعبي.

تحديات متعددة تتطلب تدخلا عاجلا

لكن الغابات تواجه تهديدات متعددة مثل تغير المناخ والرعي الجائر، فمع ارتفاع درجات الحرارة وتراجع الأمطار، تواجه الشتلات الجديدة صعوبات في النمو والاستقرار، مما يهدد استمرارية الحياة فيها.

مشاريع ضخمة للتجدد البيئي

ردا على هذه التحديات، أطلقت شركة سودة للتطوير حملة تشجير طموحة تم زراعة 165 ألف شجرة محلية، بما في ذلك العرعر، في المرتفعات الجنوبية، كما تعمل الجهات البيئية على تنفيذ مبادرات لترميم المناطق المتضررة.

العرعر رمز للنهضة البيئية

اليوم، تمثل أشجار العرعر رمزا للجهود السعودية في الاستدامة، حيث يعاد إحياء الغابات الجبلية القديمة، إن هذه الممارسات لا تحافظ فقط على التراث البيئي، بل تسهم أيضا في إحياء جمال الطبيعة في المملكة.