شهدت مدينة القدس المحتلة اليوم أحداثًا ساخنة نتيجة اقتحامات جماعية نفذها مستوطنون لباحات المسجد الأقصى المبارك، وذلك تزامنًا مع الاستعدادات لمسيرة الأعلام السنوية التي ينظمها اليمين الإسرائيلي، وأفادت دانا أبو شمسية، مراسلة قناة القاهرة الإخبارية من محيط باب العامود، أن مئات المستوطنين اقتحموا المسجد في فترتين مختلفتين صباحية ومسائية، حيث تجاوز عددهم 1240 مستوطنًا قاموا بجولات داخل المسجد تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال.

تحول القدس إلى ثكنة عسكرية

أوضحت دانا أن مدينة القدس، وبالأخص البلدة القديمة، شهدت وضعا يشبه الثكنة العسكرية منذ ساعات الصباح، تم نصب الحواجز الحديدية وإغلاق الطرق، مما أدى إلى التضييق على حركة الفلسطينيين بمن فيهم الصحفيون، وأضافت أن قوات الاحتلال اعتدت على صحفيين ومرابطين وتجار داخل البلدة في مشهد يتكرر مع كل موسم من المواجهات، مؤكدة أن تلك الإجراءات شملت اعتقالات وإصدار أوامر إبعاد بحق عشرات النشطاء المقدسيين.

انطلاق مسيرة الأعلام

انطلقت مسيرة الأعلام بعد تأخير بسبب موجة الحر، وشارك فيها المستوطنون بكثافة من مختلف الفئات العمرية، مرت المسيرة من حديقة الاستقلال وصولًا إلى باب العامود الذي يعد الموقع الأكثر حساسية ورمزية في البلدة القديمة، وخلال المسيرة، رفعت المجموعات اليمينية المتطرفة الأعلام الإسرائيلية احتفالا بما تسميه “توحيد القدس”.

قيود على الفلسطينيين

أشارت أبو شمسية إلى أن القيود المفروضة طالت حتى سكان البلدة القديمة أنفسهم، حيث مُنع العديد من المقدسيين من الوصول إلى منازلهم رغم امتلاكهم بطاقات هوية تثبت إقامتهم، كما تعرض الفلسطينيون من داخل الخط الأخضر لعرقلة وصولهم إلى المسجد الأقصى، وتُقدر الأعداد المتوقع وصولها إلى ساحة البراق بآلاف المستوطنين، في مشهد وصفته أبو شمسية بأنه “استباحة منظمة للمكان والإنسان والتاريخ، وسط صمت دولي مطبق”.