يتوق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جائزة نوبل للسلام، بعد أن تمكن من إنهاء حرب الـ12 يومًا بين إسرائيل وإيران، وهو ما يدفعه إلى التوسط في الحرب الأوكرانية المستعرة قبل ثلاث سنوات من أجل إنهائها وهو الذي قطعه على نفسه خلال حملته الانتخابية، إلى جانب احتمالية مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو بالتوصل لاتفاق في حرب غزة. وأثار دور الرئيس الأمريكي في دفع إيران وإسرائيل نحو هدنة دعوات جديدة، على الأقل من الجمهوريين، للاعتراف به من لجنة أوسلو - لجنة مستقلة تختار الفائزين بجائزة نوبل للسلام - بحسب "تايمز البريطانية". وألمح ترامب مرارًا إلى رغبته في الحصول على الجائزة، كما أشارت صحيفة نيويورك تايمز، إلى أنه شكا من عدم اعتقاده بالحصول عليها، قائلًا: "كان ينبغي أن أحصل عليها أربع أو خمس مرات، ولن يعطوني جائزة نوبل للسلام لأنهم يمنحونها فقط لليبراليين، ثلاثة من الرؤساء الأربعة الذين فازوا بجائزة نوبل للسلام هم ديمقراطيون". وأسهم ترامب على ما يبدو في هندسة اتفاق هدنة بين إيران وإسرائيل، بعد أن أمر بغارة جوية عالية المخاطر على منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية، مُستهدفًا بذلك الطموح النووي الذي فشل أربعة أسلاف في إيقافه. وقال دبلوماسي، ليلة الاثنين الماضي، أطلع على المفاوضات، إن الرئيس الجمهوري أقنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالموافقة على صيغة لوقف إطلاق النار لإنهاء الهجمات بين بلاده وإيران التي بدأها نتنياهو قبل أسبوعين تقريبًا، لكن نتنياهو أراد أولًا أن يرى دليلًا على نيته في شكل وقف إطلاق نار لمدة 12 ساعة من طهران. وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن ترامب طلب من أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، عرض الخطة على الإيرانيين، بعد لحظات من إطلاق طهران 14 صاروخًا رمزيًا على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر. وقبل يوم واحد فقط من شنّ الولايات المتحدة ضرباتها على إيران، أعلنت باكستان عزمها "التوصية رسميًا" بمنح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جائزة نوبل للسلام، معربة عن رغبتها في الاعتراف بدوره في مساعدة الهند وباكستان على التوصل إلى وقف إطلاق النار، بعد تجدد الصراع بين الخصمين القديمين في وقت سابق من العام الجاري. وأضافت الحكومة الباكستانية، أن قيادة ترامب خلال الأزمة الباكستانية الهندية عام 2025، تظهر بوضوح استمرار إرثه من الدبلوماسية البراجماتية وبناء السلام الفعّال. كما رشح النائب الجمهوري بادي كارتر، من ولاية جورجيا، ترامب، الثلاثاء الماضي، للجائزة، إذ أشاد بترامب لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، في إشارة إلى الضربات الأمريكية ضد المنشآت النووية الثلاث في إيران، خلال عطلة نهاية الأسبوع. وكسب ترامب تأييد فئة رئيسية واحدة من المشككين في الضربة الأمريكية على إيران، الذين أحدثوا شرخًا في ائتلافه، خوفًا من احتمال توريط الولايات المتحدة في حرب أخرى بالشرق الأوسط. وتراجعت مارجوري تايلور جرين، عضوة الكونجرس عن ولاية جورجيا، والأكثر تحفظًا على سياسة دونالد ترامب، عن هجومها على الرئيس الأمريكي بسبب ضربات إيران، بعد إنهاء الحرب، قائلة: "شكرًا لك، الرئيس ترامب، على سعيك للسلام، وكانت هذه خطواتٍ بالغة الخطورة قد تتلاشى. لكن في الوقت الحالي، يستطيع ترامب التوجه إلى قمة الناتو في لاهاي، بعد أن أوفى بوعده الانتخابي بأن يكون صانع سلام، لا مُحرِّضًا للحرب". إلا أن ترامب خسر أحد الأصوات الداعمة له بقوة، بعد أن انسحب النائب الأوكراني، الذي رشحه لجائزة نوبل للسلام من ترشيحه بعد تعثر محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا. قال أوليكساندر ميريزكو، رئيس اللجنة الخارجية في البرلمان الأوكراني، إنه فقد أي نوع من الإيمان والثقة في ترامب وقدرته على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا. ومرّت أكثر من ثلاث سنوات منذ شنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حربه على أوكرانيا، وكان ترامب وعد بإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة من توليه منصبه، لكن مرت 5 أشهر، ولم تتوصل الدولتان الواقعتان في شرق أوروبا إلى اتفاق سلام.