26 دقيقة منذ احمد المصري في قلب العاصمة المصرية، يعد سنترال رمسيس رمزًا تاريخيًا للتطور في مجال الاتصالات، حيث مر قرن على إنشائه. هذا المبنى الضخم الذي افتتحه الملك فؤاد الأول في 25 مايو 1927، لم يكن مجرد مقر إداري، بل مركزًا استراتيجيًا ربط القاهرة بالمحافظات والعالم. كانت بداية سنترال رمسيس في منطقة رمسيس، حيث أطلق عليه آنذاك “دار التليفونات الجديدة”، وجرى الملك فؤاد أول مكالمة باستخدام هاتف “إريكسون” السويدي الصنع. ومع التقدم، تطور المبنى ليواكب الثورة التكنولوجية في الاتصالات، من الهاتف اليدوي إلى الإنترنت فائق السرعة. التوسع والتحديث في السبعينيات، تقرر إنشاء سنترال رمسيس الجديد ليتسع لأكثر من 400 ألف خط أرضي، وكان من أكبر مراكز الاتصالات في الشرق الأوسط. يتألف المبنى من 13 طابقًا ويمتلك محطات كهرباء ومولدات لضمان استمرارية الخدمة. كان مركزًا رئيسيًا لإدارة حركة الاتصالات بين القاهرة وسائر المحافظات. التطور الحديث منذ الخمسينيات وحتى بداية الألفينات، كان سنترال رمسيس نقطة ربط رئيسية بشبكات الهاتف المحلية والدولية، كما ساهم في توسعة خدمات الإنترنت والهاتف الثابت في التسعينيات. خضع المبنى لعدة تحديثات فنية في العقدين الماضيين، ليتماشى مع التحول الرقمي وتوسيع نطاق خدمات الاتصالات. بالرغم من تأثر خدماته جزئيًا بسبب حريق اندلع حديثًا، لا يزال سنترال رمسيس يحتفظ بمكانته كرمز للاتصالات الحديثة في مصر. ومع التحول نحو الرقمنة، يبقى شاهدًا حيًا على تاريخ وطن بدأ المكالمة من قلب القاهرة وما زال مستمرًا في الخط.