تُعد صناعة الفخار في محافظة المنيا من أقدم الحرف اليدوية التي عرفها المصريون القدماء، حيث استخدموا الأواني الفخارية في حياتهم اليومية لحفظ المياه والحبوب والزيوت.
وما زالت الشواهد الأثرية المكتشفة في تونة الجبل والأشمونين وغيرها تؤكد أن هذه الصناعة جزء أصيل من هوية المحافظة.
قرى ما زالت تحفظ التراث
تشتهر قرى الطرانة، دلجا، البرشا، وتونة الجبل بكونها مراكز رئيسية لصناعة الفخار، حيث توارثها الأبناء عن الآباء، محتفظين بالأساليب التقليدية مع إدخال بعض التطوير لمواكبة متطلبات السوق.
مراحل دقيقة من الطين إلى التحفة
تمر صناعة الفخار بعدة مراحل تبدأ بجلب الطمي النيلي وتجهيزه، ثم تشكيله يدويًا أو عبر "دولاب الفخار"، يليها التجفيف الطبيعي، ثم الحرق داخل الأفران ليكتسب الصلابة، وأخيرًا مرحلة الزخرفة أو الطلاء بألوان وأكاسيد طبيعية تضفي على المنتج لمسة جمالية.
تحديات تواجه الحرفة
رغم قيمتها التراثية والاقتصادية، إلا أن صناعة الفخار تواجه عدة عقبات، أبرزها ارتفاع أسعار الخامات وأدوات الزخرفة، بجانب ضعف التسويق الداخلي والخارجي، مما يهدد استمرارها ويجعل بعض الحرفيين يعزفون عن مزاولتها.
كما يشكو الصناع من قلة الدعم الرسمي وعدم وجود معارض كافية لعرض منتجاتهم.
آراء المواطنين بين الفخر والحنين
يرى أهالي المنيا أن الفخار ليس مجرد أوانٍ منزلية، بل هو "فن يعيش معهم منذ الطفولة". يقول أحد المواطنين من دلجا: "نشتري الفخار لأنه صحي وطبيعي، ولا يزال يحافظ على نكهة المياه والطعام"، بينما يضيف آخر: "نتمنى أن تهتم الدولة أكثر بالحرفة لأنها تراث لا يقدَّر بثمن، ولها قيمة سياحية كبيرة لو جرى الترويج لها بشكل أفضل".
قيمة اقتصادية وسياحية
لا تقف أهمية الفخار في المنيا عند كونه حرفة تراثية فقط، بل يمثل مصدر رزق لعشرات الأسر، كما يجذب أنظار السياح الباحثين عن المشغولات اليدوية الأصيلة، ليظل شاهدًا على عبقرية الحرفي المصري وقدرته على المزج بين الفن والحياة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.