أكد الكاتب والمفكر السياسي عبدالله السناوي أن قطر تلعب دورًا وظيفيًا ضمن الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، مشيرًا إلى أن وجود قيادات حركة حماس في الدوحة يتم بموافقة إسرائيلية وبطلب أمريكي. وفي لقاء مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج "حديث القاهرة" على قناة "القاهرة والناس"، شدد السناوي على أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على العاصمة القطرية الدوحة لم تهز الأمن المحلي فقط، بل شكلت صدمة للأمن الإقليمي بأكمله، مشيرًا إلى أن الرسالة التي وجهتها إسرائيل عبر هذه الضربات واضحة: قدرتها على توجيه ضربات لأي مكان وأي دولة. وأوضح السناوي أن الردود العربية والإسلامية والدولية على الهجمات كانت سريعة وواضحة، مؤكدًا وجود شبهات حول ضلوع الولايات المتحدة الأمريكية في العملية الإسرائيلية، خاصة بعد أن أبلغت أمريكا قطر بالضربة بعد عشر دقائق فقط من وقوعها. وأشار السناوي إلى أن قطر أكدت أمام مجلس الأمن الدولي التزامها بدور الوساطة في القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن إدارة الأزمة في الدوحة تمثل نموذجًا للحكمة السياسية، وهو ما لقي إشادة واسعة خلال القمة والاجتماع التحضيري الأخير، وأكد دعم المجتمع الدولي لأي قرار تتخذه الدوحة بشأن القضية. وتابع السناوي أن كلمات التنديد والإدانة في مجلس الأمن ضد التصعيد الإسرائيلي والضربات على الدوحة تمثل مؤشرًا على تحسن موقف المجتمع الدولي تجاه إسرائيل، مؤكدًا أن الدول العربية ستقف بجانب قطر وتدعم كل الإجراءات والقرارات التي تتخذها للحفاظ على أمنها والمساهمة في استقرار المنطقة. وأضاف أن الأحداث الأخيرة تسلط الضوء على أهمية الدور القطري في الوساطة الفلسطينية وعلى العلاقة المعقدة بين واشنطن وتل أبيب والدوحة، مؤكدًا أن الضربات الإسرائيلية تأتي في سياق إرسال رسائل سياسية استراتيجية، وليس مجرد تصعيد عسكري عشوائي، وهو ما يعكس هشاشة الأمن الإقليمي في ظل التوترات المتصاعدة. وأشار السناوي إلى أن التنسيق الأمريكي الإسرائيلي بشأن الوضع في قطر يثير تساؤلات حول مدى استقلالية القرارات الإقليمية، مؤكدًا أن قطر نجحت في إدارة الأزمة بحكمة واحترافية، وحافظت على مكانتها كوسيط دولي موثوق في ملفات الشرق الأوسط، خاصة القضية الفلسطينية. واختتم السناوي حديثه بالتأكيد على أن الضربات الإسرائيلية والردود العربية والدولية تشكل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدول العربية على الوقوف معًا لدعم قطر والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، مشيرًا إلى أن الدبلوماسية القطرية أثبتت جدارتها في إدارة الأزمات الحرجة، وتعزيز موقفها في الساحة الدولية.