أعلن باحثون أن الجليد البحرى فى القطب المتجمد الجنوبى "أنتاركتيكا" وصل إلى ثالث أدنى مستوى له منذ ما يقرب من نصف قرن من رصد الأقمار الصناعية. مشيرين إلى التأثير المتزايد لتغير المناخ على القطب الجنوبي.

ونقل راديو "لاك" السويسري عن الباحثين انه في كل شتاء في نصف الكرة الجنوبي، يتجمد المحيط بأنتاركتيكا على بعد مئات الكيلومترات خارج القارة، مع بلوغ ذروته عادة في سبتمبر أو أكتوبر، قبل بدء دورة ذوبان الجليد.

وأفاد المركز الوطني الأمريكي لبيانات الثلج والجليد في جامعة كولورادو بولدر أن الحد الأقصى للجليد لعام 2025 صنف كثالث أدنى مستوى مسجل منذ 47 عاما، بعد الرقم القياسي لعام 2023، والمركز الثاني الذي حققه شتاء 2024.

وحتى عام 2016، أظهرت القياسات "زيادة غير منتظمة ولكن طفيفة بمرور الوقت" في سطح الجليد البحري في أنتاركتيكا، وفقا لتيد سكامبوس، الباحث في جامعة كولورادو بولدر الذى قال : "ما يبدو أنه يحدث هو أن حرارة المحيطات تختلط الآن بالمياه الأقرب إلى أنتاركتيكا"، مما يعني أن تغير المناخ قد أثر أخيرا على البحار المتجمدة في القارة الجنوبية.

ولا يرفع الجليد البحرى منسوب مياه البحار عندما يذوب، لكن لهذا الذوبان تأثير على المناخ إذ يعكس بياض الجليد معظم طاقة الشمس إلى الفضاء. ويساهم استبداله بسطح مائي داكن اللون في ظاهرة الاحتباس الحراري، إذ يمتص نفس كمية الطاقة دون أن يعكسها.

كما يعمل الجليد البحري كحاجز، يمنع الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا (الجليد في القارة) من اختراق المحيط، مما يفاقم ارتفاع مستوى سطح البحر.

وأشار سكامبوس إلى أن ذوبان الجليد البحري قد يكون له تأثير متناقض ظاهريا مثل زيادة تساقط الثلوج في أنتاركتيكا، لأن الهواء الرطب فوق المحيط سيكون أقرب إلى ساحل أنتاركتيكا.

ومع ذلك، تشير البيانات التاريخية إلى أن الغطاء الجليدي سينكمش حتما على المدى الطويل في حالة الاحتباس الحرارى، كما يشير تيد سكامبوس.