في قلب صعيد مصر، حيث يلتقي التراث بالأصالة، يتجلى “الجلاب” الصعيدي، والمعروف شعبيًا بـ “آيس كريم الصعايدة”، كرمز ثقافي يروي قصص الأجيال، ضمن مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية، الذي يعكس رؤية الدولة المصرية في الحفاظ على الهوية الوطنية، ويؤكد على أهمية نقل الفنون الشعبية للأبناء، ليظل هذا التراث حيًا في الذاكرة الجماعية.
يستعرض مهرجان قنا العروض التراثية الجميلة، حيث يبرز الجلاب بلونه الذهبي وذوقه المميز، محتفظًا بسحره القديم، فهذه الحلوى هي نتاج بسيط من قصب السكر والعسل الأسود، وتعتبر رمزًا للمهارة البسيطة في إنتاجها، وتحتوي على عبق القرية وروح الصعيد، مما يجعلها أكثر من مجرد حلوى، بل قطعة من التراث الثمين.
قرية القناوية شرق النيل بمحافظة قنا هي معقل هذه الصناعة العريقة، حيث تبدأ رحلة الجلاب موسم حصاد القصب في أكتوبر، حيث يجتمع العمال لغلي العسل الأسود في أوانٍ نحاسية، ثم يتم تشكيله في قوالب مخروطية، قبل تجفيفه تحت أشعة الشمس، ليصل بعد ذلك إلى الأسواق مع صدى عبارات الباعة الجائلين الجذابة.
يؤكد خالد عبد العظيم القرعاني، أحد الحرفيين، أن الجلاب يمثل إرثًا عائليًا متوارثًا، واستناده على مكونات طبيعية يجعله خيارًا صحيًا للجميع، ويعتبر مصدر رزق لعديد من الأسر، رغم التحديات الاقتصادية، حيث يتمسكون بالحرفة بكل شغف وإخلاص، ما يعكس قدرة هذه الصناعة على التكيف مع الظروف المتغيرة.
يرى العم أحمد من القناوية أن التفرد الحقيقي للجلاب يكمن في اللمسة اليدوية، فكل قطعة تعكس حب الرجل لأرضه وارتباطه بتراثه، على الرغم من التطور والتغير في الأذواق، لا يزال الجلاب يُقدم بأشكال عصرية، محافظة على روحه التراثية الأصيلة والمميزة.
وبهذا، يبقى الجلاب، أو “آيس كريم الغلابة” كما يحب أهل الصعيد أن يسمونه، أكثر من حلوى، بل هو ذاكرة نبضت عبر الزمن، تربط الأجيال بلحظات دافئة من الفخر والاعتزاز، وتؤكد أن التراث لا يزال ينبض بالحياة في قلوب الصعايدة كما في طعم الجلاب الأصيل، الذي يبقى دائمًا متميزًا وحلوًا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة لحظات نيوز ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من لحظات نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
