في قلب حضارة عمرها آلاف السنين، حيث تتغنى الأهرامات بأسرار الفراعنة وتتمايل أمواج البحر الأحمر بلونها الزمردي، تكتب مصر فصلاً جديدًا في قصتها السياحية المذهلة، إنها ليست مجرد وجهة سياحية، بل تجربة تتجاوز حدود الزمان والمكان، تجمع بين سحر التاريخ وعبقرية الحاضر. واليوم تشهد مصر طفرة استثنائية في قطاع السياحة، حيث تتدفق الاستثمارات الضخمة كالنهر الخالد لتحيي مشاريع طموحة، وتتسارع وتيرة الابتكار لتضع البلاد في صدارة الوجهات العالمية. ومن المتحف المصري الكبير الذي يترقب العالم افتتاحه، إلى شواطئ رأس الحكمة التي تتحول إلى جنة سياحية فاخرة، تمضي مصر بخطى واثقة نحو تحقيق رؤية 2030، لتصبح لؤلؤة السياحة العالمية التي تجمع بين الإرث الثقافي الفريد والرفاهية العصرية. وهذه الطفرة ليست مجرد أرقام أو مشاريع، بل هي قصة طموح وإبداع، تحكي عن أمة تسعى لاستعادة مكانتها كمنارة للحضارة والجمال. وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض تفاصيل الطفرة الضخمة في الاستثمارات السياحية في مصر خلال الفترة الماضية. إنجازات سياحية تاريخية وفي عام 2024، استقبلت مصر 15.7 مليون سائح، محققة رقمًا قياسيًا في تاريخها السياحي، بزيادة 5% عن العام السابق، وإيرادات بلغت 15.3 مليار دولار بنمو 9% سنويًا. وهذا الإنجاز لم يتوقف عند حدود العام الماضي، فقد سجل الربع الأول من 2025 استقبال 3.9 مليون زائر، بزيادة 25% مقارنة بالفترة ذاتها من 2024. وهذه الأرقام تعكس جاذبية مصر المتجددة، حيث تتوقع الحكومة استقبال ما بين 16.8 إلى 18 مليون سائح بنهاية 2025، مع إيرادات مرتقبة تصل إلى 19.8 مليار دولار، وفقًا لتقديرات “فيتش سوليوشنز”. وهذا الزخم يعزز مكانة مصر كوجهة لا تضاهى، تجمع بين الإرث الثقافي والتجارب السياحية المتنوعة.استثمارات ضخمة تعيد تشكيل المشهد السياحي وتتسارع وتيرة تطوير البنية التحتية السياحية في مصر بوتيرة مذهلة، فقد أضافت البلاد 7200 غرفة فندقية فاخرة في 2024، مع خطط طموحة لإضافة 19 ألف غرفة إضافية في 2025، لتلبية الطلب المتزايد من السائحين. السياحة في مصر ويبرز مركز زوار قلعة قايتباي بالإسكندرية، الذي افتتح في يونيو 2025، كمثال للابتكار، حيث يقدم تجربة سياحية غامرة باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي. أما المتحف المصري الكبير، المقرر افتتاحه قريبًا، فيعد جوهرة تاج السياحة المصرية، حيث يقدم عرضًا مذهلاً للحضارة الفرعونية في موقع استراتيجي يطل على أهرامات الجيزة، مما يجعله وجهة لا غنى عنها لعشاق التاريخ. تدفق استثماري يعزز الرفاهية وتشهد مصر تدفقًا استثماريًا غير مسبوق، خاصة من دول الخليج، فقد أعلنت قطر عن استثمارات بقيمة 3.5 مليار دولار في مشروع سياحي ضخم على الساحل المتوسطي، ليصبح نموذجًا للتعاون الإقليمي. كما تبرز صفقة تطوير منطقة رأس الحكمة، باستثمار إماراتي يصل إلى 35 مليار دولار، لتحويل هذه المنطقة إلى منتجع عالمي يجمع بين الفخامة والطبيعة الساحرة، وهذه الاستثمارات لا تعزز الطاقة الاستيعابية فحسب، بل تضع مصر كوجهة مفضلة للسياحة الفاخرة. المتحف المصري الكبير ابتكارات تسويقية ترسم المستقبل وتعتمد مصر استراتيجيات متطورة لجذب السائحين، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي لتصميم تجارب سياحية مخصصة، مما فتح أسواقًا جديدة في آسيا وأمريكا اللاتينية. كما أطلقت منصة رقمية لتسهيل سياحة اليخوت، قلصت زمن الموافقات إلى 30 دقيقة، وزادت مدة التأشيرات إلى 3 أشهر. وأطلقت الحكومة منصة إلكترونية تضم 156 فرصة استثمارية سياحية، لتعزيز جاذبية مصر للمستثمرين العالميين. رؤية طموحة لمستقبل مشرق وتسعى مصر إلى استقبال 30 مليون سائح بحلول 2028، مدعومة بحوافز حكومية تصل إلى 50 مليار جنيه لتشجيع الاستثمار في القطاع السياحي. وهذه الرؤية تعكس التزامًا بتطوير منتجات سياحية متنوعة، من السياحة الثقافية إلى الشاطئية والترفيهية، مما يجعل مصر وجهة شاملة تلبي تطلعات كل زائر. وتتألق مصر كنجمة ساطعة في سماء السياحة العالمية، حيث تجمع بين إرث حضاري عريق وطموح عصري لا حدود له. ومع استثمارات ضخمة، مشاريع بنية تحتية رائدة، وابتكارات تسويقية، تمضي مصر نحو تحقيق مكانة استثنائية، مؤكدة أنها ليست مجرد وجهة، بل تجربة حياة تترك أثرًا في قلوب زوارها.