كتب – محمد عبد الناصر:

انطلقت أولى رحلات عودة السودانيين الطوعية من مصر للسودان عبر قطارات السكك الحديدية، يوم الاثنين الماضي، حيث انطلق أول قطار يقل حوالي ألف مواطن سوداني ضمن خطة شاملة لتيسير العودة إلى بلادهم، وتم تخصيص قطار كل يوم إثنين، لتسهيل نقل الإخوة السودانيين المقيمين في مصر، الراغبين في العودة إلى وطنهم طواعية مرورًا بمحافظة أسوان.

ووفقا لبعض الإحصاءات فيوجد أكثر من 165 ألف سودانيًا عادوا من مصر إلى السودان حتى أبريل 2025، بينما ارتفع الإجمالي إلى 191 حتى نهاية يونيو 2025 فقط.

عودة أعداد كبيرة من السودانيين من مصر إلى السودان من المتوقع أن يكون لها تأثير ملحوظ على سوق الإيجارات السكنية، وخصوصًا في بعض المناطق التي كانت تضم تجمعات كبيرة للجالية السودانية، مثل فيصل والهرم ووسط البلد ومدينة نصر وأكتوبر وحدائق أكتوبر.

وشهدت بعض المناطق السكنية تراجعا في أسعار الإيجارات خلال الأيام الماضية، وذلك تزامنا مع عودة أعداد كبيرة من السودانيين إلى بلادهم، وفقا لسماسرة والمتعاملين في السوق العقاري.

وقال أحمد نصر، سمسار بمنطقة فيصل، إن نسبة كبيرة من الوحدات المؤجرة في الحي كانت مستأجرة من قبل سودانيين، ومع بدء عودتهم بشكل جماعي منذ بداية العام، أصبحت العديد من الشقق خالية، ما أدى إلى زيادة المعروض وتراجع الطلب.

وتابع: “كان في شقق كتير متأجرة لأسر سودانية، والنهاردة الملاك بيكلمونا عشان نأجر لهم الشقق من جديد، بس السوق أهدى والأسعار نزلت من 3 إلى 2.5 آلاف جنيه في بعض الحالات”.

وأشار إلى أن عدد كبير من السودانيون كانوا يستأجرون آلاف الشقق في مناطق مثل: فيصل، الهرم، إمبابة، العجوزة، حدائق الأهرام، أكتوبر، الحي السابع بمدينة نصر، العباسية، وعين شمس، ومع عودة أعداد كبيرة منهم، أُخليت كثير من الوحدات السكنية، مما زاد المعروض في هذه المناطق.

وأوضح أن مناطق مثل المهندسين، الزمالك، التجمع، أو الشيخ زايد، لم يكن للسودانيين تواجد كبير في الإيجارات، لذا التأثير هناك ضعيف أو شبه معدوم.

وأكد محمد كريم جامع، وسيط عقاري، أن المناطق ذات الكثافة السكانية من الجالية السودانية بدأت تشهد تباطؤا في حركة الإيجارات، موضحًا أن ملاك العقارات اضطروا لتخفيض الأسعار لجذب مستأجرين جدد.

وأشار إلى الطلب الجبير من السودانيين كان عنصر ضغط في السوق، ومع غيابه بدأت الأسعار تتراجع تدريجيا، خاصة في الشقق المفروشة.

وأكد أن تراجع الأسعار سيكون بشكل مؤقت لحين عودة الطلب على الإيجار في الارتفاع مرة آخرى سواء من جنسيات أخرى أو من المصريين، فهذا السوق يتأثر بموسمية الطلب مثل شهور الصيف، وبداية الدراسة، وهو ما قد يقلل من التأثير لاحقًا.