اعترفت هاجر أحمد عبدالكريم محمد، وشهرتها «نعمة» 26 عامًا، المحبوسة حاليًا بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار المتهمة، قبل انعقاد أولى جلسات محاكمتها بمحكمة جنايات المنيا في جلسة 15 سبتمبر الجاري، لنظر الجناية رقم 13282 لسنة 2025 جنايات دير مواس، والمقيدة برقم 2579 لسنة 2025 كلي جنوب المنيا، بقتل زوجها وأبنائه الـ6 في دلجا، باستخدام مادة الكلوروفينابير السامة، وكذلك تهمة الشروع في قتل «أم هاشم أحمد عبدالفتاح» الزوجة الأولى لزوجها، عمدًا مع سبق الإصرار، باستخدام المادة السامة ذاتها، بأن دسّت لها الخبز المسموم لتناوله رفقة أبنائها. انسحاب محامي المتهمة «نعمة» وتراجعه عن الدفاع تواجه «نعمة» بقتل زوجها وأبنائه الـ6 في كارثة أسرة دلجا احتمالية انتداب المحكمة محامي بمعرفتها للدفاع عنها، عقب انسحاب محامي المتهمة وتراجعه عن الدفاع عنها بعد اعترافها تفصيليًا بالجريمة وتمثيلها لطريقة ارتكابها، حيث تفرض إجراءات المحاكمة الجنائية وجوب وجود محامي للمتهم أثناء المحاكمة. ولم تعلن أهلية المتهم عن توكيل محام آخر بعد إنسحاب محاميها السابق، وإعلانه ذلك في بيان رسمي، حيث تواجه أسر المتهمين في مثل هذع القضايا وصمة اجتماعية نظرًا لبشاعة الفعل المنسوب للمتهمة بقتلها شريك حياتها وجميع أطفاله الست من زوجته الأولي دون سبب أو تبرير سوى الغيرة ورغبيتها في الكيد لضرّتها. انهارت هاجر، الشهيرة بـ«نعمة»، باكية خلال اعترافاتها، بعدما تركت طفلتين خلفها؛ الكبرى «رؤية» تبلغ عامًا وثلاثة أشهر وتعاني من ضمور عقلي بسيط، والصغرى «أشرقت» لم يتجاوز عمرها أسبوعين، وكانت المتهمة حامل في شهرها التاسع وقت حدوث الواقعة بالموت المتسلسل لزوجها وجميع أبنائه من زوجته الأولى. وكشفت المتهمة أن بداية الخلافات كانت حين طلبت والدة زوجها أن تعيش الزوجة الأولى معها في نفس المنزل، وهو ما رفضته بشدة، الأمر الذي فجّر توترًا متصاعدًا مع عائلة الزوج، خاصة بعد تدخل والدة الزوج بشكل مباشر، بينما أصر الزوج على تجهيز منزل منفصل لزوجته الأولى. وأضافت أنها كانت في البداية حريصة على زيارة أسرة زوجها بانتظام، لكنها توقفت عن ذلك مع تفاقم الخلافات بعد عودة الزوجة الأولى، مؤكدة أنها لم تكن على خلاف شخصي معها، غير أن رفضها القاطع لفكرة مشاركتهما منزلًا واحدًا كان الشرارة الأولى للأزمات العائلية التي تصاعدت تدريجيًا حتى انتهت بالجريمة. وفي اعترافاتها فسرت المتهمة للنيابة العامة كيفية حصولها على المبيد الحشري وهو من نوع حديث خطير وقوي وغير منشر الاستخدام. وأوضحت المتهم أن زوجها (الذي كان يعمل مزارع وتاجر خضروات) كان يعي خطورة عبوات المبيدات وقالت «كان بيشلهم عند باب البيت أول ما يدخل على طول من الباب الحديد». وأقرّت المتهمة أنها أجرت تجربة على أصغر أطفال ضرتها قبل اتخاذ القرار بوضع السم لباقي الضحايا السبع. وقال في أقوالها:«اللي حصل إني جوزي رجع أم هاشم في البيت اللي اشتراه جديد بعد رمضان اللي فات، وكان بيقعد عندي أسبوع واحد وأم هاشم أسبوع، وفي يوم الأحد 6 / 7 / 2025 جالي ناصر(زوجها المتوفي) وكان معاه محمد ابنه ودخل البيت وطلب مني إني أأكل محمد، فعملت بامية وكان فيه ربع رغيف شمسي أنا كنت خبزاه قبل كده، وكان فيه علبة فاضية لونها أبيض قد كف الإيد بتاعة مبيد مرمية على السطح، كان ناصر جابها ورماها على السطح بعد ما استخدمها، وأنا حطيت فيها مايه ورجيتها وحطيت منها كام نقطة على العيش من ناحية قلب العيش (اللب من الداخل) وأديتهم لـ محمد». وأفادت في أقوالها أمام النيابة أنها علمت بعد وضع المبيد للطفل الصعير محمد في الخبز بيومين أنه مصاب بإعياء وعنده سخونة، وأن زوجها محمد اصطحب الطفل لطبيب، ولما سألت زوجها ناصر عليه فأجابها عنده سخونة ودور برد عادي. وعن تفاصيل الجريمة وكيفية إقدامها على تسميم باقي الضحية بعد إجرائها تجربة عملية على الطفل الصغير محمدج ناصر، أوضحت أنها في يوم الخميس 10-7-2025 كانت تخبز «العيش الشمسي» كالمعتاد، وأنها خبزت تسعة أرغفة، وأن الفرن يتسع لأربعة أرغفة فقط للتسوية، فقامت بخبز أربع أرغفة، وطبقًا لنص أقوالها في التحقيقات: أخرجت الأربعة أرغفة بعد ما عجنتهم وكانوا «نص سوى» وأخرجتهم من الفرن وغرست أصبعها في كل رغيف، وسكبت من علبة المبيد التي وضعتمنها قبل كده على العيش (المقدم للطفل الأول) في المنطقة التي غرست أصبعها فيها، ثم أكملت تسويتهم في الفرن ولما خرجوا وضعتهم في «شكارة» لونها أبيض. وأقرّت أنها أعطت للطفلة «رحمة» الخبز الذي وضعت فيه المبيد عشان توصله لأمها، وأوضحت أن الطفلة عادت لها ثانية فأعطتها «كيس» أسود وضعت فيه رغيفين عشان توصلهم لجدتها وجدها (حماها وحماتها)، وباقي العيش كان علشان أكلنا. وأقرت المتهمة بوضع المبيد الحشري عمدًا وقالت: «أنا مكنتش قصدي غير إني أتعبهم بس علشان تحصل مشكلة بينها (ضرّتها) وبين ناصر زوجها، لكن لما حصل الكلام ده خدت العلبة اللي كانت فاضية وحطيت فيها ميه ورميتها في مقلب زبالة». وفي أقواله أمام نيابة جنوب المنيا، قال محمد على الشريف، جد الأطفال الـ 6 بدلجا باكيا، وهو الذي فقد ابنه ناصر وأحفاده الـ6، فقدت ابني الكبير وسندي وأولادي في غمضه عين، معبرا: البداية كانت مع حفيدي أحمد اول واصغر طفل ظهرت عليه علامات الإعياء والتعب، كان عندنا في يلهو مع الاطفال أمام منزلي، وبعد صلاة العشاء عدت للمنزل، وبعد ماهم الطفل بالذهاب لمنزله، بدأ يسخن فماكان مني إلا أن أخذته برفقه ابني ناصر ووالد الطفل (الله يرحمهم)، وكان يعاني من «سخونة» وظننا انه دور عادي، وهو في طريق عودته من والده ابني المرحوم ناصر، عاني من القئ الشديد والهبوط والعرق الغزير، وكان الطفل عطشان ويطلب مياه كثيرة. وتابع: «فرحة مالحقتش ترجع البلد، فكانت محتجزة لمركز السموم في المنيا، كأمر وقائي، وبعدما تقررخروجها وعودتها للبلد، بدأت تظهر عليها اعراض الاعياء فاحتجزت بمستشفي ملوي، ثم إلى مركز السموم بالمنيا». وأوضح: «بعدما دفنا الطفل الرابع كنت مع ناصر ابني وفي صباح اليوم التالي، شعر ببعض التعب وذهب إلى ملوي مع اششقائه على وأحمد، ولم اراه ثانية، ولم اتخيل انها المرة الأخيرة». وبدأت مأساة قرية دلجا في يوليو الماضي بأعراض غامضة أصابت أطفال الأسرة واحدًا تلو الآخر، فتحولت من إعياء غير مفهوم إلى وفيات متلاحقة، انتهت برحيل ستة أطفال ثم والدهم خلال أسبوعين فقط، وسط جدل واسع حول الأسباب بين الشائعات الطبية والتكهنات الجنائية، قبل أن تكشف التحقيقات لاحقًا أن وراء الكارثة جريمة دُبرت داخل البيت نفسه. كانت قرية دلجا بديرمواس خلال شهر يوليو الماضي، ودعت خلال أسبوعين فقط أسرة كاملة عدا الأم وزوجة الأب، بسبب غير معروف واعراض متشابهة متسارعة، والراحلون هم: ريم ناصر (10 سنوات)، وعمر ناصر (7 سنوات)، ومحمد ناصر (11 سنة)، ثم لحقهم شقيقهم أحمد ناصر (5 سنوات)، ومن بعده رحمة ناصر (12 عاما)، بينما توفيت الشقيقة الأخيرة فرحة ناصر 14 سنة، بعد أشقائها بنحو 10 أيام، واخيرا توفي الأب نصر محمد 48 سنة.