قال خبراء بقطاع الطاقة لمصراوي، إن تأجيل استلام عدد من شحنات الغاز الطبيعي المسال في مصر يعكس وفرة المعروض المحلي وتراجع الطلب الموسمي مع دخول فصل الشتاء، مؤكدين أن القرار يأتي ضمن سياسات إدارة مرنة للقطاع تراعي تغيرات السوق دون تحميل الدولة أعباء مالية إضافية. ووفقًا لما نقلته العربية بيزنيس عن مسؤول حكومي، فإن الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) تدرس تأجيل استلام أكثر من 20 شحنة غاز طبيعي مسال كان من المقرر وصولها إلى البلاد خلال الربع الأخير من العام الجاري، لتُعاد جدولتها إلى الربع الأول من عام 2026. وأوضح مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، لمصراوي، أن تأجيل استيراد نحو 20 شحنة من الغاز المسال لا يرتبط بموعد محدد حتى الآن، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الإجراءات يعد شائعا في فترات انخفاض الطلب المحلي على الغاز. وأضاف أن قطاع البترول يعتمد في مثل هذه الحالات على ما يعرف بـ(شحنات الأوبشن)، وهي شحنات اختيارية يمكن تأجيلها أو إلغاؤها دون التزامات مالية في حال انخفاض الاستهلاك، موضحًا أن القرار يعكس قراءة دقيقة لاحتياجات السوق خلال فصل الشتاء. وأشار يوسف إلى أن استهلاك الغاز في مصر يتراجع عادة مع انخفاض درجات الحرارة نتيجة انخفاض الأحمال الكهربائية، وارتفاع كفاءة محطات التوليد بفضل زيادة نسبة الأكسجين في الهواء، ما يحسن كفاءة الاحتراق ويقلل من كمية الغاز المستخدم. من جانبه، قال الدكتور ثروت راغب، أستاذ هندسة البترول والطاقة، إن هناك وفرة حالية في الغاز المسال داخل مصر سواء من الإنتاج المحلي أو من الكميات المخزنة، موضحًا أن دخول الشتاء يقلل من معدلات الاستهلاك، خاصة في استخدامات الكهرباء، وبالتالي تقل الحاجة لاستيراد شحنات إضافية. وأوضح المصدر أن استهلاك الغاز الطبيعي في مصر من المتوقع أن يتراجع خلال الربع الأخير من 2025 إلى ما بين 6.1 و6.2 مليار قدم مكعبة يوميًا، مقارنة بمتوسط 6.9 مليار قدم مكعبة يوميًا في الربع الثالث من العام، أي بفائض يتراوح بين 700 و800 مليون قدم مكعبة يوميًا. وأضاف راغب أن الشحنات التي تم تأجيلها سيتم توزيعها على الأشهر الثلاثة الأولى من العام المقبل لتغطية 15 إلى 20% من احتياجات السوق اليومية من الغاز خلال الشتاء، مقابل اعتماد أكبر على الواردات خلال الصيف التي شكلت 25 إلى 30% من إجمالي الاحتياجات. هل تتأثر سفن التغييز بتقليص الشحنات؟ وقال الدكتور ثروت راغب إن تأجيل الشحنات لن يؤثر على عمل وحدات التغييز العاملة في الموانئ المصرية، موضحًا أن هذه السفن تبقى متواجدة بموجب عقود أساسية حتى في فترات انخفاض الاستيراد. وأشار إلى أن مصر تمتلك ثلاث سفن تغييز تعمل فعليًا داخل الموانئ المحلية، إضافة إلى وحدة رابعة في ميناء العقبة الأردني ضمن اتفاق تعاون مشترك بين القاهرة وعمان. وتستعد إيجاس لتشغيل الوحدة الخامسة (وينتر) التابعة لشركة نيوفورتس الأميركية خلال أكتوبر الجاري، لتكون بديلة لأي وحدة حال توقفها عن العمل، بما يضمن استمرارية منظومة الإمداد دون تأثر.