منوعات / انا اصدق العلم

دراسة سريرية تشرح كيفية التوقف عن التفكير الزائد في الأشياء

عالم نفس سريري يوضِّح كيفية وضع حدٍّ للتفكير المفرط في الأشياء.

يتجه الناس إلى مختص نفسي سريري ليشكوا قلقهم حيال ما يدور في رؤوسهم من أفكار وكم يجدون صعوبة في تدبيرها والتحكم بها.

في حين يعد التأمل والإفراط في التفكير الشيءَ ذاته غالبًا، فإنهما يختلفان قليلًا بالرغم من وجود ارتباط بينهما.

اجترار الأفكار أو التأمل تكرارٌ للأفكار الموجودة في عقولنا وقد يؤدي إلى المبالغة في التفكير. وتحليل تلك الأفكار دون جدوى أو إيجاد حلول للمشكلة.

إنه كإعادة تشغيل أسطوانة الفينيل على المقطع ذاته من الأغنية مرارًا وتكرارًا. عادةً ما يكون هذا بسبب وجود صرير أو خدش مع التسجيل. السبب في أننا نفكر كثيرًا هو أمرٌ أكثر تعقيدًا بعض الشيء.

نحن بحالة ترقُّب وحذر من التهديدات

عقولنا مبرمجة للبحث عن التهديدات، والعثور على خطة لمعالجة تلك التهديدات لإبقائنا بأمان وسلام. قد يكون إدراكنا لتلك التهديدات مستندًا إلى تجارب سابقة أو قد يكون مبنيًّا على تساؤلنا «ماذا لو» الذي نتخيل به ما يمكن حدوثه في المستقبل.

عادةً ما تكون «ماذا لو» ذات نتائج سلبية، إنها ما نسميه بـ «الأفكار الساخنة» إذ تثير الكثير من الانفعالات (خصوصًا الحزن والغضب والقلق)، أي يمكننا بسهولة أن نتحرض بتلك الأفكار ونواصل التفكير بأبعادها.

غير أنه لا يمكننا حلها أو إصلاحها لأنها تتعلق بأشياء وقعت في الماضي مسبقًا أو قد تحدث في المستقبل (لكنها لا تحدث الآن)، لذلك نستمر في التفكير في الأشياء نفسها دون توقف.

من يفكر كثيرًا؟

يجد معظم الناس أنفسهم في مواقف أو ظروف من وقت لآخر لإفراطهم في التفكير فحسب.

يكون بعض الأشخاص الذين واجهوا تحديات أو مروا بتجارب صدمةٍ أكثر تأملًا واجترارًا للأفكار ممن لم يختبروها إطلاقًا، ربما لأنهم أصبحوا يتوقعون التهديدات أكثر ويبحثون عنها دائمًا.

وأيضًا، الأشخاص الأكثر تأملًا وإفراطًا في التفكير هم أولئك الذين يستغرقون في التفكير بعمق والميَّالون إلى القلق أو محبطو المزاج وأولئك الحسَّاسون أو من يعيشون المشاعر والعواطف لأقصى درجاتها.

يدفع التوتر أيضًا عواطفنا وانفعالاتنا لتصبح أقوى وأشد ليستمر تأثيرها وقتًا أطول، فقد تكون أذهاننا أقل قدرة على التفكير على نحو صحيح، ما يدفعنا أكثر إلى الوقوف عند هذه الأفكار والتفكير بها أكثر من المعتاد.

قد يغدو تعاملنا مع أفكارنا وتحكمنا بها وإدارتها أكثر صعوبةً عندما نكون مرهقين أو مرضى جسديًا.

اعترف بمشاعرك

من المفيد استخدام الاستراتيجيات التي تركز على الانفعال والتي تركز على المشكلة عندما تستمر الأفكار بالتكرار.

يُقصَد بالتركيز على العاطفة أن نكتشف كيف نشعر تجاه الأشياء ومعالجة تلك المشاعر. مثلًا، قد نشعر بالندم أو الغضب أو الحزن حيال شيء قد حدث، أو نقلق بشأن شيء ما قد يحدث.

سيكون من المفيد الاعتراف بهذه الانفعالات واستخدام تقنيات العناية الذاتية وإتاحة خدمات الدعم الاجتماعي من أجل التحدث عن المشاعر وإدارتها وتدبيرها.

الجزء الثاني التركيز على المشكلة. النظر بطريقة مختلفة لما أردت فعله (إذا كانت الأفكار تتمحور حول شيء من الماضي) وإعداد خطة للتعامل مع الاحتمالات المستقبلية التي تثيرها أفكارك. لكن الفائدة من هذه الاستراتيجية محدودة لأنه من الصعب التخطيط لكل الاحتمالات.

ما يفيد أكثر هو بناء خطة لاحتمال واحد أو اثنين من الاحتمالات الوارد حدوثها وتقبُّل حدوث الأشياء التي لم تفكر بها قط.

فكر مليًّا بتفسير سبب ظهور هذه الأفكار

مشاعرنا وتجاربنا هي معلومات، ومن المهم الاستفسار عما تفشيه هذه المعلومات من أسرار ولماذا تبرز الأفكار بوقت معين.

على سبيل المثال، الآباء الذين يستيقظون ليلًا (الوقت الشائع للتفكير الزائد والتأمل) مستلقين في فراشهم قلقين حيال أولادهم المتخرجين في المدارس الثانوية وقد فتحت الجامعة أبوابها لهم مرةً أخرى للالتحاق بها.

ربما من المفيد معرفة طريقة الاستجابة لبعض الاحتمالات الأكثر توقُّعًا (مثل: سيحتاجون المال، وقد يشعرون بالوحدة أو الحنين إلى الوطن).

لكن التفكير الزائد يشير أيضًا إلى مرحلة جديدة في حياة كلٍّ منهما، وإلى الحاجة إلى تقبُّل تحكم أقل للآباء في قرارات أبنائهم وحياتهم وهم يريدون له الأفضل.

التسليم بذلك يعني أنه بالإمكان التحدث إلى الآخرين أيضًا عن هذه المشاعر.

اصرف الأفكار من الذهن

يعد “التغيير والرضى والتخلِّي” طريقة مفيدة لإدارة الاجترار والتفكير الزائد.

تحدَّى وبدِّل جوانب أفكارك ما استطعت. على سبيل المثال، من غير المرجح إمكانية إفلاس ابنك الشاب أو عدم حصوله على الطعام والموت جوعًا (الإفراط في التفكير يجعل العقل عرضةً لاختراع نتائج كارثية).

يمكنك التخطيط للتحقق بانتظام مع ابنك من كيفية توازنه ماليًا وتشجيعه على تحقيق دعم الميزانية من الخدمات الجامعية.

ليست خواطرك وتخيُّلاتك إلا أفكارًا. ليست حقيقية أو دقيقة حتمًا، لكن عند المبالغة في التفكير بها وإعادة تكرارها، قد تبدأ بتصديقها كونها أصبحت مألوفة لديك.

قد تساعد المقاربة من الفكرة الأكثر واقعية على إيقاف دائرة الأفكار التي لا نفع لها.

سيكون من المفيد أيضًا تقبُّل انفعالاتك والعثور على طرق لتدبيرها وإدارتها مثل العناية الذاتية الجيدة والدعم الاجتماعي والتواصل مع الأشخاص المقربين منك.

الحال ذاته مع التسليم بأن الحياة وبدون شك تقتضي أن نفتقد السيطرة الكاملة على ما قد تلقيه على عاتقنا من نتائج واحتمالات، وأن أقصى ما يمكننا التحكم به ردود أفعالنا وسلوكياتنا.

تذكر أن لديك نسبة نجاح تبلغ 100% في اجتياز التحديات حتى هذه اللحظة. ربما أردت القيام بالأشياء على نحو مختلف (ويمكنك التخطيط للقيام بذلك) ولكن وبالرغم من ذلك تغلبت عليه وتجاوزته. لذا فالجزء الأخير التخلي عن الفضول لمعرفة كيف سينتهي المطاف بالأشياء بالضبط، والإيمان بقدرتك وأحيانًا بقدرة الآخرين على التغلب والمواجهة.

ما الذي قد تفعله أيضًا؟

يكون الدماغ المُجهد والمُتعب أكثر احتمالًا للإفراط في التفكير، ما يؤدي إلى المزيد من التوتر لتنتج حلقة قد تؤثر في سعادتك. لذلك، تعد إدارة مستويات التوتر لديك أمرًا ذا أهمية وذلك عن طريق تناول الطعام والنوم جيدًا وتحريك جسدك والقيام بأشيائك الممتعة ورؤية الأشخاص الذين تهتم بأمرهم وفعل الأشياء التي تدعم روحك وترفع معنوياتك.

وأيضًا، بإمكان اللهو والتسلية إبعادك عن تكرار تلك الأفكار بممارسة الأنشطة الممتعة ومرافقة الأشخاص الذين يبهجونك ويسعدونك. إذا كانت المبالغة في التفكير والإفراط به تؤثر في حياة الفرد وترفع لديه مستويات القلق وتخفض مزاجه فيتأثر نومه وشهيته واستمتاعه بالحياة ومع الناس سلبًا، فربما قد حان الوقت للتحدث مع شخصٍ ما والحصول على بعض الاستراتيجيات للإدارة.

عندما تصبح الأشياء صعبة جدًا للعناية بنفسك وحتى بمساعدة المقربين منك، بإمكان المعالج أن يمدَّك بالأدوات المفيدة.

عندما تفرط نفسك في التفكير، فكر في السبب وراء امتلاكك تلك الأفكار، اعترف بمشاعرك وأجرِ بعض الحلول للمشكلات التي تخص المستقبل. وارضَ كذلك بحقيقة أن الحياة صعبة التنبّؤ وركز على الإيمان بقدرتك على التغلُّب والمواجهة.

اقرأ أيضًا:

الاستيقاظ من النوم بعد منتصف الليل والتفكير مليًا في المخاوف

ما متلازمة الفتاة المحظوظة؟ وكيف تساعد على مواجهة التفكير السلبي؟

ترجمة: رغد شاهين

تدقيق: تسنيم المنجد

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا