الارشيف / منوعات / صحيفة الخليج

النشاط البشري وراء الحر القاتل في منطقة الساحل

أرجع علماء شبكة «وورلد ويذر أتريبيوشن» موجة الحرّ الاستثنائية التي ضربت منطقة الساحل مطلع إبريل / نيسان الجاري، إلى تغير المناخ الذي تسبب به «النشاط البشري».

في الفترة الممتدة من الأول إلى الخامس من نيسان / إبريل، شهدت مالي وبوركينا فاسو، موجة حر استثنائية، سواء من حيث مدتها أو شدتها، فيما تسبّبت التي وصلت إلى أكثر من 45 درجة مئوية في العديد من الوفيات في البلدين.

وتظهر ملاحظات العلماء ومقارناتهم لنماذج درجات الحرارة في الدراسة التي نشرت الخميس، أن «موجات الحر التي سجلت في مارس / آذار الماضي وإبريل / نيسان الجاري في المنطقة لكانت مستحيلة»، لولا ارتفاع درجة حرارة الأرض 1,2 درجة مئوية «بسبب النشاط البشري».

وأشارت الدراسة إلى، أن موجة مماثلة لتلك التي ضربت منطقة الساحل لمدة 5 أيام في إبريل / نيسان، لا تحدث من حيث المبدأ إلا «مرة كل 200 عام».

وتعد موجات الحر شائعة في منطقة الساحل في هذا الوقت من العام، لكن إبريل / نيسان «كان يمكن أن يكون أبرد بمقدار 1,4 درجة مئوية» في المنطقة «لو لم يتسبب البشر في احترار المناخ بحرق الوقود الأحفوري»، وفق واضعي الدراسة.

وأوضحوا أن، «هذه الاتجاهات ستستمر مع تواصل احترار الكوكب».

ويقدّر العلماء، أن موجة مماثلة في مالي وبوركينا فاسو ستكون «أكثر حرّاً بمقدار درجة مئوية في عالم أكثر حراً ب0,8 درجة مئوية»، وستكون وتيرتها أعلى 10 مرات إذا وصل الاحترار إلى درجتين مئويتين.

وتسبّبت مدة موجة الحر وشدّتها في ارتفاع عدد الوفيات والحالات التي استدعت علاجاً في المستشفى في البلدين وفق «وورلد ويذر أتريبيوشن»، حتى لو أن سكان مالي وبوركينا فاسو «تأقلموا مع درجات حرارة مرتفعة».

وفي حين أنه «من المستحيل» معرفة عدد ضحايا موجة الحر بسبب نقص البيانات المتاحة في البلدين «يرجح أن يكون هناك مئات الوفيات أو حتى آلاف منها»، وفق الشبكة.

وأوضح البروفيسور دجيبو ماهاماني ديانغو، رئيس قسم التخدير في مركز غابريال توري الطبي في باماكو، مطلع الشهر في مؤتمر صحفي، أنه في الفترة الممتدة من 1 إبريل / نيسان إلى 4 منه، وصل إلى المؤسسة مئة وجثتين أكثر من 50 % منها «تعود إلى أشخاص تفوق أعمارهم 60 عاماً» مقارنة ب130 جثة خلال الشهر بكامله من العام السابق.

وذكّرت الدراسة بأن «موجات الحر هي من بين الكوارث الطبيعية الأكثر فتكاً» وتؤثر بشكل خاص على المسنين والأطفال الصغار.

وتزامنت درجات الحرارة المرتفعة في مالي حيث بلغت ذروة الحر 48,5 درجة مئوية وفي بوركينا فاسو، مع الصيام خلال وانقطاع التيار الكهربائي، ما حد من استخدام المراوح ومكيفات الهواء، وأثر على سير الخدمات الصحية.

مطلع هذا الشهر، طلب المركز الوطني لنقل الدم في باماكو من المؤسسات الطبية «الامتناع عن إجراء عمليات نقل الدم غير الضرورية» بسبب الانقطاع اليومي للكهرباء لأكثر من 12 ساعة.

وتعاني مالي انقطاع التيار الكهربائي بسبب تهالك محطاتها لتوليد والديون الفادحة التي تثقل كاهل شركة الطاقة الوطنية.

ومنذ سبعينيات القرن العشرين، تواجه بلدان الساحل الجفاف وفترات أمطار غزيرة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا