إيمان الهاشمي
ضجيج الأخبار يؤرقنا، وصمت الأخيار يقلقنا، وتفاصيل الحوادث والصحف، فذاك الوباء والعنف، وتلك الحرب والقصف، وهول البطش والزيف، وتضليل العُرف والشرَف، لمعاصرة الخَرَف ومجاراة الترَف إلى حد القرف. هناك طفلٌ جائع بخوف، جاء من الأعماق والجوف، بقلبٍ حائر يرجف، كمجنونٍ أخذ يستكشف، ليحل خِلاف المختلف، ويخبر من لا يعرف، أن ذلك الجزء المُجحِف، هو العالم المتخلِّف! حسناً. أوتعلم أن البكاء قوة، ومن يبكي ليس بالضعيف؟ وأن حبس الدمع قسوة، وإن كان لا يوقف النزيف؟ فما جدوى الحياة الحلوة، إن عشتها وحشاً مخيفاً، صدقني لن تنفعك الثروة، لو جعلتك قاسياً وعنيفاً، لذا تعلّم صِدْق الشكوى، وابك بكاءً عفيفاً، فالقضية مجرد عمرٌ مضى، وظلم قضى، بدموعٍ منتفضة، وقلوبٍ منقرضة، وأفواه معترضة، ورؤوس ذلٍ منخفضة. لذلك دعونا نتخاصم كالأمواج كلما هاجت احتضنت بعضها أكثر ولا أكثر، كي لا نفقد إنسانيتنا وتنقرض آدميتنا وبالتالي «نفتقدنا».
عند نهاية العصر الباروكي وبداية الحقبة الكلاسيكية، ووفقاً لسجلّات التاريخ والحسابات غير الفلكية، بزغ نجم جورج فوغلر في المرحلة الإدراكية، بصورةٍ زاهيةٍ وزكية، وبحجةٍ قويةٍ وذكية، فقد درس القانون وبحث في علم اللاهوت، وسكنت ألحانه القلوب قبل البيوت، حيث عمل بالتلحين والتعليم وتصميم الآلات ووضع النظريات بين هنا وهناك، بينما عمل والده صانع آلاتٍ موسيقية وعازف كمان خاص بالملك آنذاك، ومع ذلك لم يعترف به موزارت ولا بأعماله يوماً، واعتبره دجالاً منافقاً وكاذباً متوهِماً، حتى أنه وصف نظريته عن «وضعية الأصابع» بالبائسة، ولكن فوغلر لم يعش أحلامه ليقتلها بنفسٍ يائسة، ولذلك لم يرد على ذلك الاتهام الموبوء، بأي كراهية أو أي سوء، إلى أن أصبحت النقاشات بينهما أشبه بالخرابة. وبالتالي وصفه أحد المؤرخين بأنه من أهم الشخصيات «شديدة الغرابة»! ومع ذلك نجح في بناء العديد من المدارس للهواة والموهوبين، وأصبح من أكثر المعلمين المحبوبين، وإن لم يتبع نهج الكثير من الموسيقيين والعلماء، ولهذا كوّن عدداً لا يُحصى من الخصوم والأعداء.
وضع العديد من المبادئ التي أسست قواعد الموسيقى الحالية، كما تفنن في تفصيل آلية العزف الأصلية، وهكذا استمر في عمله مجتهداً وكادحاً، إلى أن توفي منتصراً وناجحاً، في ال65 من جرّاء سكتة دماغية، مخلفاً وراءه حالة فراغية.
الاسم: جورج جوزيف فوغلر
التاريخ:
1749 – 1814
الجنسية:
سويدي ألماني
النشاط:موسيقي
من أعماله:Hosianna, David›s Son
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
