إيمان الهاشمي
سَفَّاح! سَفَّاك! مجرم! قاتل! وتعني باللغة الإنجليزية (Assassin)، وتُنطق (أسَاسِن) على نفس وزن كلمة (أساسٍ)، وعلى (أساسٍ) متين، يأتي المقصود هنا بقاتل الروح، وطبعاً من دون الحاجة إلى الطعن أو النزف أو الجروح، فالتقاذف عبر «الحروف» يشبه كثيراً تحويل حرف الفاء إلى باء «الحروب»، ولذلك عندما نشن حديثاً قاصفاً، أو ندخل حواراً عاصفاً، لا يكون العدل بيننا ناصفاً، وبالتالي تضيق حولنا تلك المساحة، وتصبح قلوبنا للحربِ ساحة، حيث ينهزم فيها المنتصر عندما يخسر رِقَّة قلبه، في حين ينتصر فيها المنهزم عندما تُهزم قسوة قلبه! وهكذا ينتصر المنهزم وينهزم المنتصر في حرب لا تبدو باردة، من الوهلة الأولى أو من أول بادرة! فالحقيقة أنه ثمة ندوب معها نذوب، وثمة جراح معها نرتاح، أي أن نتغاضى ونعفو ونسامح، لئلا نتقن سلاح اللسان الجارح، فقد يحدث أن نستيقظ حين نغفو قليلاً، وقد يحدث أن نغفو حين نستيقظ كثيراً! حسناً وضعي الآن، أجلس فوق (أثاثٍ) متين!
رعاه والده واحتضنته والدته فعاش سعيداً في كنفهما، إلى أن ماتت أخته الصغرى فاقتصر عليه حبهما، وبعدها أخذ دروساً في التلحين وقراءة النوتات، كما غذّى عقله بنفسه في المكتبات، فأصبح أفضل ملحن «أوبرا» في القرن التاسع عشر، متساوياً مع غريمه الألماني (ريتشارد فاغنر)، الذي جاء مثله إلى الدنيا في نفس العام، إلا أنهما لم يلتقيا في أي يومٍ من الأيام، فاشتعلت المنافسة بينهما وكَثُرَ الكلام، ونبذ كلاهما ألحان بعضهما والسلام!
(جوزيبي فيردي)، إيطاليٌ وفرنسا مسقط رأسه، قويٌ وانكساره مصدر بأسه، متفائلٌ وفرحته سبب يأسه، وذلك منذ وقع في حب إحدى تلميذاته، وحالفه الحظ فأحبته وشاركته حياته، بل وأنجبت له اثنتين من بناته، لكن ما إن تعددت ابتساماته، حتى خطفهما الموت ساحقاً، ليخطف حياة زوجته لاحقاً، فمات حياً غير مُصدقاً، وهكذا اختلطت أعماله بمشاعرٍ تعكس اهتماماته، عبر تفاوت صوت «السوبرانو» بين العالي والمنخفض في نغماته، ومقتل أهم الشخصيات الرئيسية في أغلب مؤلفاته! ثم استمر ميتاً إلى أن أحب مُجددّاً، وعندها لم يمت أبداً! فبعمر ال88 سنة (1901) رحل عنّا، وترك لنا (أوبرا عايدة) لتعيش بيننا، وفي رنَّات هواتفنا، والجميل أن جنازته مازالت الأكبر في تاريخ إيطاليا إلى يومنا، والأجمل دفنه بجوار زوجته الثانية، لعله يلتقي طفلتيه وحبيبته الأولى.
الاسم: جوزيبي فيردي
التاريخ:
1813 – 1901 (88 سنة)
الجنسية:إيطالي
النشاط:موسيقي
من أعماله:Aida
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
