الارشيف / منوعات / صحيفة الخليج

سارة تبحر على خطى جدها إلى جزر غالاباغوس النادرة.. ماذا وجدت؟

بويرتو آيورا (أ ف ب)

على غرار ما فعل تشارلز عام 1831، توجهت مجموعة من العلماء من ميناء بليموث الإنجليزي العام الفائت إلى جزر غالاباغوس، قبالة ساحل الإكوادور، لكن ما وجدوه اختلف بشكل كبير عما رآه عالم الطبيعة في الأرخبيل خلال رحلته التي كان لها دور فاعل في تطوير نظريته التي باتت شهيرة عن تطور الأنواع والانتقاء الطبيعي.

وباتت جزر غالاباغوس راهناً جزءاً من محمية بحرية وطنية إكوادورية، وهي مصنفة ضمن مواقع التراث العالمي. ومع ذلك، فإن المنطقة مهددة أكثر من أي وقت مضى، سواء بسبب التلوث أو الصيد غير القانوني أو تغير المناخ.

وكانت حفيدة حفيد عالم الطبيعة البريطاني سارة داروين موجودة هناك لمراقبة هذه التحديات، مع نسخة ضخمة من عمل سلفها اللامع «حول أصل الأنواع». وقالت الباحثة الستينية على متن مركب «أوسترشيلده» الشراعي ذي الصواري الثلاث والذي جُدد أخيراً بعد أكثر من 100 عام على بنائه «أعتقد أن الفرق الرئيسي هو أنّ هناك الآن أشخاصاً يعملون على حماية الأرخبيل» في جزر غالاباغوس، وذلك في إطار مهمة استكشافية توعوية انطلقت في أغسطس/آب الفائت.

- «الورثة» -

خلال الحقبة الاستعمارية، كانت جزر غالاباغوس، التي تقع في واحدة من أكثر المناطق تنوعاً بيولوجياً في العالم، بمثابة محطة توقف للقراصنة الذين كانوا يأسرون فيها السلاحف العملاقة ويأكلونها.

وخلال الحرب العالمية الثانية، استضاف الأرخبيل قاعدة عسكرية أمريكية.

وتقول سليلة عالم الطبيعة البريطاني الشهير «لو تمكن (تشارلز داروين) من العودة اليوم ورؤية الجهود التي يبذلها الجميع، محلياً وعالمياً، لحماية هذه الجزر الاستثنائية وهذا التنوع البيولوجي، أعتقد أنه سيكون متحمساً ومعجباً حقاً».

وقد زارت سارة داروين جزر غالاباغوس لأول مرة في عام 1995، وأنجزت حينها دليلاً للنباتات المستوطنة في الموقع. ثم كرست نفسها لدراسة الطماطم المحلية.

وتوفّر سارة داروين أيضاً نشاطات توجيهية للشباب كجزء من مشروع لإنشاء مجموعة من 200 شخص يكونون «ورثة» لداروين، للتحذير من التهديدات البيئية والمناخية التي تواجه الكوكب.

وخلال توقفها في موانئ عدة ضمن رحلتها من بليموث إلى المحيط الهادئ، رحبت سفينة «أوسترشيلده» بمجموعات جديدة من العلماء والناشطين الشباب في كل محطة.

وانضمت إحداهن، وهي لايا بوثونوري المتحدرة من أصل هندي، إلى المهمة من سنغافورة. وقالت إن جزر غالاباغوس «تحتل مكانة مهمة جداً من الناحية العلمية». وقد جاءت بوثونوري لتحسين أنظمة الري في مناطق زراعة البن في الأرخبيل.

وتوضح قائلة «أخطط للقيام بذلك باستخدام البلاستيك المعاد تدويره، وهو ما يمثل أيضاً مشكلة كبيرة هنا»، مذكّرة بأن النفايات البلاستيكية غالباً ما ينتهي بها الأمر في جوف الحيوانات والكائنات البرية.

- خطر البلاستيك -

وفي جزر غالاباغوس، عمل أعضاء البعثة مع باحثين من جامعة سان فرانسيسكو الخاصة في كيتو، ومؤسسة تشارلز داروين، ومنظمة «كونسرفيشن إنترناشونال» Conservation International غير الحكومية لمكافحة الأنواع الغازية وحماية الأنواع المستوطنة.

وفي العام الماضي، وجدت دراسة أجرتها مؤسسة تشارلز داروين أن السلاحف العملاقة في المنطقة كانت تبتلع مواد ضارة مصدرها التلوث البشري.

وأظهرت العينات أن ما يقرب من 90% من النفايات المستهلكة كانت من البلاستيك، و8% من القماش، والباقي عبارة عن معادن وورق وكرتون ومواد بناء وزجاج.

ومن جزر غالاباغوس، أبحرت السفينة «أوسترشلده» Oosterschelde مجدداً الأحد لمواصلة جولتها العالمية، مع التخطيط للتوقف في تاهيتي ونيوزيلندا وأستراليا وجنوب إفريقيا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.