الارشيف / منوعات / صحيفة الخليج

موهبتان إماراتيتان تلمعان بين الأدب والتراث

العين: منى البدوي
بالرغم من صغر سن أحمد وسعيد خلف الفلاسي، والتي لا تتجاوز العشر سنوات، إلا أنهما تمكنا من تطوير قدراتهما اللغوية وتسخيرها لنشر الثقافة المحلية، حيث مزج أصغر باحثان في التراث المحلي، بين حبهما للتراث وقدراتهما على التأليف وتقديمها في قصصي مترابط، من حيث تسلسل الأحداث والسيناريو والتشويق، حتى أصدر المؤلفان الصغيران كتابهما الثاني «أحمد وسعيد وصقرهما جراح»، والذي جاء بعد القصة الأولى المعنونة بـ«رحلة أحمد وسعيد في الماضي القديم».
ولدت فكرة القصة في مخيلة أصغر باحثين في التراث المحلي، وهما طالبان في الصف الخامس بمدرسة برايتون كوليدج العين، بعد أن تلقيا هدية من عمهما عبارة عن «صقر حر»، وقام بتقديم جميع المعلومات المتعلقة بتربية الصقور، وكيفية الاعتناء بها، باعتبارها واحدة من الرياضات التقليدية في المجتمع المحلي، ووضع أحمد وسعيد تلك المعلومات في أحداث القصة التي صدرت مؤخراً، لتأتي ضمن سلسلة قصص موجهة للأطفال تسلط الضوء على التراث الإماراتي الأصيل.
بعبارات واثقة مفعمة بحب الوطن وتراثه الأصيل، قال أحمد: «يتحدث كتابنا الجديد عن هبة قيمة حصلنا عليها من عمنا، حيث أهدانا صقراً حراً، وكتبت أنا وشقيقي التوأم سعيد المعلومات التراثية القيمة التي حصلنا عليها، وكتابة سيناريو للقصة، بحيث تكون مشوقة وجاذبة لنصل إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال، وهو ما تحقق بفضل الله أولاً، وتشجيع الأسرة والمدرسة، حيث تمكنا من نقل الكثير من المعلومات المتعلقة بالصقور، ما يسهم في نقل التراث عبر الأجيال وإفساح المجال لاكتشاف جوانب جديدة من التراث المحلي وتعلم القيم الثقافية والتاريخية المهمة». وأضاف: «بالرغم من أننا واجهنا عدداً من التحديات خلال تأليف القصة، ومنها عدم وجود الخبرة الكافية لدينا في مجال الصيد بالصقور والاعتناء بها، إلا أنه بالعزيمة والإصرار والمثابرة والبحث، تمكنا من تعلم وإتقان هذا الفن القديم، حيث قرأنا العديد من الكتب وشاهدنا الفيديوهات وبحثنا على الشبكة العنكبوتية، كما استفدنا من تجارب أجدادنا واستشرناهم للحصول على المزيد من المعلومات والنصائح».
وأشار إلى الآثار الإيجابية التي انعكست على شخصيتيهما بعد انخراطهما في عالم الاطلاع والتأليف والنشر والتي تمثلت في «تعزيز الثقة بالنفس والقدرة على تقديم الأفكار والآراء والتعرف إلى العديد من الأشخاص من خلفيات وثقافات مختلفة، ما أثرى حياتنا الاجتماعية وزاد من تسامحنا وفهمنا للآخرين». وقال سعيد: «أعتبر نفسي وشقيقي محظوظين لتلقينا الصقر الحر كهدية، حيث إنه ساعدنا على فهم كيفية العناية به وتدريبه»، مشيراً إلى جهود الأسرة وتعاونها وحرصها على تذليل الصعوبات التي قد تواجههما وحرصها على تطوير موهبتهما في مجال كتابة القصص، وإثراء معلوماتهما التراثية، «وهو ما يبرز بوضوح في الكتاب الثاني الذي يستهدف فئة الأطفال من عمر ست سنوات، والذي يتميز بلغة سهلة ومفهومة تتناسب مع مستوياتهم الفكرية وقدراتهم الاستيعابية. كما تم تحسين ربط الأحداث بشكل أفضل لجعل القصة أكثر تسلسلاً وتماسكاً. وفي ، أضيف فهرس معلومات بجميع الأدوات المستخدمة في القنص لزيادة فهم الأطفال واستيعابهم».
وعن أسباب التركيز على الجانب التراثي يذكر أن «تسميتنا بأسماء ترتبط بأجدادنا يجعلنا نشعر بالفخر والانتماء لتاريخ عائلتنا وتراثنا، كما يشاركنا والدانا تاريخ أجدادنا وتاريخ باستمرار، ما أثرى معرفتنا وزاد شغفنا وحبنا للتراث، ونرى أن من واجبنا نقل هذا التراث للأجيال الجديدة للمحافظة عليه، خصوصاً في ظل انشغالهم بالإلكترونيات».
وثمن سعيد دور المدرسة وحرصها على تقديم الدعم المستمر لتنمية مهاراتهما وقدراتهما على الإبداع الفكري والأدبي «وهو ما كان له أثر كبير في رفع معنوياتنا وإلهامنا لمواصلة الكتابة»، مشيراً إلى أن «المدرسة ستنظم حفلاً لتوقيع الكتاب الثاني في المدرسة، ما يعكس الدعم والتشجيع الكبير الذي نلقاه من الإدارة والمعلمين».
ويخطط التوأم أحمد وسعيد لتوسيع دائرة القراء من خلال ترجمة قصصهم إلى لغات أخرى، لتعريف الأطفال في أنحاء العالم بالتراث والتاريخ الإماراتي العريق، كما «نواصل المشوار في كتابة مجموعة من القصص التي تسلط الضوء على التراث والثقافة المحلية، وتوثيق تاريخ وتراث الإمارات بطريقة مبتكرة وشيقة تجذب الأطفال وتثري معرفتهم».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا