الارشيف / منوعات / صحيفة الخليج

العواصف الشمسية.. الخطر وراء الجمال

إعداد: مصطفى الزعبي
يتعين على السياح عادة، أن يدفعوا أموالاً طائلة ويواجهوا مناخات باردة للغاية للحصول على فرصة رؤية الشفق القطبي، ولكن في نهاية الأسبوع الماضي، كان على الكثير حول العالم، أن ينظروا إلى الأعلى فقط، لرؤية هذه العروض الملونة، وهي تتراقص في السماء، ولكن بالنسبة إلى أولئك المكلفين بحماية الأرض من العواصف الشمسية القوية، مثل تلك التي تسببت بالشفق القطبي الأسبوع الماضي، فإن التهديد يكمن تحت الألوان المذهلة.

قال كوينتن فيرسبيرين، منسق برنامج السلامة الفضائية في وكالة الفضاء الأوروبية: «علينا أن نفهم أن وراء هذا الجمال هناك خطر». وقال مايك بيتوي من المركز للتنبؤ بالطقس الفضائي: «إننا نركز على التأثيرات المحتملة الأكثر شراً»، للعواصف الشمسية، مثل تدمير شبكات الكهرباء، والأقمار الصناعية، أو تعريض رواد الفضاء لمستويات خطرة من الإشعاع. ونتج الشفق القطبي الأخير عن أقوى عاصفة مغناطيسية أرضية منذ «عواصف الهالوين» في أكتوبر/ تشرين الأول 2003، والتي أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي في السويد، وتدمير البنية التحتية للطاقة في جنوب إفريقيا.

وقال بيتوي، يبدو أن الأضرار الناجمة عن العواصف الشمسية الأخيرة كانت أقل، على الرغم من أن الأمر يستغرق أسابيع، حتى تتمكن شركات الأقمار الصناعية من الكشف عن المشاكل.

وأضاف: «هناك تقارير تفيد بأن بعض الجرارات الزراعية ذاتية القيادة في الولايات المتحدة توقفت في مساراتها عندما تعطلت أنظمة التوجيه عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) بسبب العاصفة.

وتنجم هذه التأثيرات الغريبة عن انفجارات هائلة على سطح الشمس، وتطلق البلازما، والإشعاع، وحتى المجالات المغناطيسية بسرعات عالية بشكل لا يصدق تولدها الرياح الشمسية.

وجاء النشاط الأخير من مجموعة من البقع الشمسية يبلغ حجمها 17 مرة حجم الأرض، والتي استمرت في الغضب على مدار الأسبوع، وفجر 10 مايو/ أيار أقوى توهج شمسي شوهد منذ سنوات. وتتجه البقع الشمسية نحو حافة قرص الشمس، لذا من المتوقع أن ينحسر النشاط على المدى القصير، حيث تستهدف انفجاراتها بعيداً عن كوكبنا.

ولكن في غضون أسبوعين تقريباً، من الآن، تتأرجح البقع الشمسية مرة أخرى، وتحول نظرها مرة أخرى نحو الأرض. وفي هذه الأثناء، تظهر بقعة شمسية أخرى «في الوقت الحالي»، ما قد يؤدي إلى نشاط كبير في الأيام المقبلة، بحسب ما قاله منسق خدمة الطقس الفضائي في وكالة الفضاء الأوروبية أليكسي غلوفر، مضيفاً أن النشاط الشمسي، لم ينته بالتأكيد، ومن الصعب التنبؤ بمدى عنف هذه البقع الشمسية، أو ما إذا كان بإمكانها إثارة المزيد من الشفق القطبي.

لكن بيتوي قال إن النشاط الشمسي يقترب للتو، من ذروة دورته التي تبلغ 11 عاماً تقريباً، لذا فإن احتمالات حدوث عاصفة كبيرة أخرى هي الأعلى بين الآن، ونهاية العام المقبل.

العواصف الجيومغناطيسية، مثل العواصف الأخيرة تخلق شحنة مغناطيسية من الجهد والتيار، ما يؤدي إلى زيادة التحميل بشكل أساسي على أشياء مثل الأقمار الصناعية، وشبكات .

المثال الأكثر شهرة جاء في عام 1859 خلال أسوأ عاصفة شمسية في التاريخ المسجل، والتي تسمى حدث «كارينغتون».

إضافة إلى الشفق المذهل، تسببت العاصفة بتطاير الشرر من محطات التلغراف، وكانت الشحنة الصادرة عن الشمس قوية جداً لدرجة أن بعض أجهزة التلغراف كانت تعمل من دون توصيلها بمصدر للطاقة.

فماذا سيحدث إذا ضربت مثل هذه العاصفة المغناطيسية الأرضية، الأرض مرة أخرى؟

قال بيتوي، إن معظم الدول قامت بتحسين شبكات الكهرباء الخاصة بها، ما من شأنه منع انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، مثل تلك التي ضربت السويد في عام 2003، أو كندا في عام 1989.

ومع ذلك، اقترح أن يكون لدى الناس مجموعة أدوات الطوارئ في حالة انقطاع الكهرباء، لمدة يوم، أو يومين. قد تساعد المياه العذبة أيضاً في حالة توقف محطات الترشيح عن العمل. ويتعرض رواد الفضاء بشكل خاص لخطر الإشعاع أثناء النشاط الشمسي الشديد، وعادة ما يتخذ المتواجدون على محطة الفضاء الدولية أفضل مأوى ممكن عند توقع حدوث عاصفة سيئة.

وقال بيتوي إن عاصفة شمسية ضخمة يمكن أن تعرّض رواد الفضاء إلى«جرعة غير صحية» من الإشعاع، لكنه لا يعتقد أنها ستكون قاتلة.

وشدد بيتوي على أنه لا يريد «بث الخوف»، مضيفاً أن الإشعاع يمكن أن «يخترق جسم الطائرة» من التي تحلق بالقرب من القطب الشمالي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا