منوعات / صحيفة الخليج

«الطراقة».. شباك من خيوط الذاكرة والتراث في

الشارقة: هدى النقبي

ترتبط الحرف التراثية في بجذور المجتمع وتاريخه، إذ شكلت أساساً لحياة الأجداد ومصدراً للرزق في بيئة قاسية تتطلب الصبر والحكمة ومن بين هذه الحرف البحرية التي لا تزال حاضرة في ذاكرة كبار السن حرفة «الطراقة» وهي إحدى وسائل صيد الأسماك التقليدية التي اعتمد عليها أهل الساحل منذ القدم وقد برع فيها الرجال الذين امتلكوا خبرة التعامل مع البحر وأسراره.
و«الطراقة» طريقة تقليدية لصيد الأسماك باستخدام شباك تُسمى «الليخ» تعتمد على شبكة تُصنع من خيوط خاصة يتم غزلها يدوياً.
وتقول الوالدة أم فيصل: كنا نغزل بالطراقة ونجلب الخيوط من الهند ومن السواحل من يتوفر نشوف الأسماك تحتاج أي نوع من الخيوط.
تُعرف حرفة «الطراقة» بعدة مسميات محلية وذلك حسب نوع الشبكة المستخدمة أو حجم السمك، ومن أبرز هذه الأسماء: الليخ، الشريخ، السيمية، القطين.
تقول أم فيصل: كنا نتجمع كل الحريم بالليل ونخدم الطراقة، تعتمد حجم الطراقة أما ضعيفة الحجم لصيد الأسماك والبرية الصغيرة أما القطين المستخدمة في اصطياد الأسماك ذات الأحجام المتوسطة والكبيرة مثل القباب والكنعد.
وتختلف أنواع الطراقة، الحجم الكبير يحتاج شهراً إلى أن ننتهي منه، أما الحجم الصغير فيحتاج من 10 إلى 15 يوماً.
يقوم الرجال بخدمة الليخ الكبير أما النساء يستخدمون الليخ الصغير والطراقة يحسب طولها بالباع أو الباعين ولونها أبيض وحالياً تستخدم خيوطاً من النايلون.
ومن أهم أدوات الطراقة المكب فهو الشيء الذي نحط علية الغزل، المسلاخ والبرية التي تشبه الإبرة.
وتُعد حرفة الطراقة رمزاً من رموز التراث البحري في الإمارات، إذ جسدت ارتباط الإنسان بالبحر واعتماده عليه كمصدر للحياة وبرغم تطور أدوات الصيد، ما زالت هذه الحرفة حاضرة في الذاكرة الشعبية ومصدر فخر للأجيال التي تسعى إلى إحياء تراث الأجداد، الحفاظ على مثل هذه الحرف هو مسؤولية جماعية لضمان استمرار الروح الإماراتية الأصيلة في كل زمن.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا