د. مايا الهواري الحياة مزيج من العلاقات، فلولا هذه العلاقات بين البشر لما استمرّت الحياة، فالإنسان كائن اجتماعيّ بطبعه، لا يستطيع العيش منفرداً عن أبناء جنسه، لذا كانت العلاقات هي الطّريق السّليم لاستمرار الحياة، هذه العلاقات ليست باتّجاه واحد، إنّما متشعّبة الاتّجاهات، كلّ اتّجاه يؤدّي غرضاً معيّناً، وأحياناً تتعارض هذه الاتّجاهات كما تتعارض وجهات النّظر بين البشر، فيختلفون على أمر ما، فإن تمسّك كلّ طرف برأيه لن يتوصّلا لحلّ سليم، ولكن إن اتّبعا طريق الحوار والنّقاش وبيان كلّ طرف لوجهة نظره ومحاولة إقناع الآخر بالعقل والحوار البنّاء ستكون النّتائج رائعة، فالحوار البنّاء هو دليل على امتلاك أطرافه لمهارات الذّكاء العاطفيّ الّذي يسير بهم نحو الطريق الصّحيح.لقد لعب الحوار دوراً كبيراً في توضيح الأفكار الكامنة، وكذلك وجود بدائل كثيرة لحل مشكلة ما، فبدلاً من وجود طريق واحد لحل المشكلة يتكفّل الحوار بوجود عدّة طرق وبدائل وحلول يمكن من خلاله اختيار الأفضل والأنسب والأقل كلفة وخسائر، طبعاً يشمل الحوار كلّ نواحي الحياة الأسريّة والعمليّة والعلميّة والتّربويّة وغيرها، وحتّى حوار الشّخص مع ذاته يعتبر حواراً بنّاءً لما في ذلك من الأخذ والرّدّ في الأفكار وانتقاء الأفضل.نستنتج ممّا سبق أنّ الذّكاء العاطفيّ عامل مساعد جداً في العلاقات، والحوار أحد مهارات الذّكاء العاطفيّ وامتلاك الإنسان لهذه المهارة ستجعل حياته أفضل وتسير نحو السّليم، فالحوار هو سيّد العلاقات.