منوعات / انا اصدق العلم

الاضطراب العاطفي الموسمي: متى يصبح تغير الطقس خطيرًا على صحتك النفسية؟

يتناقص ضوء الشمس تدريجيًا، وتتكرر معاناة كثيرين من نزلات البرد، ما يجعل الجميع عرضةً لما يُعرف بـ “كآبة الشتاء”. يجلب الشتاء لبعض الأشخاص مرضًا خطيرًا وموهنًا يُعرف بالاضطراب العاطفي الموسمي (SAD).

يظهر الاضطراب العاطفي الموسمي بوصفه نوعًا محددًا من الاكتئاب، يتبع أنماطًا موسمية، يبدأ عادةً في الخريف ويشتد مع دخول الشتاء.

تصاحب المرض أعراض شبيهة بالاكتئاب، مثل المزاج المنخفض المستمر، والرغبة المتزايدة في النوم، والإرهاق الدائم، واللامبالاة، والتهيج، ومشاعر تدني احترام الذات واليأس. مع ذلك، تخف الأعراض لدى معظم المصابين مع قدوم الربيع.

يتركز انتشار الاضطراب العاطفي الموسمي في الدول الاسكندنافية وأوروبا وأمريكا الشمالية وجنوب أستراليا وشمال آسيا، حيث تنخفض ساعات النهار بشدة في الشتاء. وفي المقابل، يقل انتشاره بدرجة كبيرة بالقرب من خط الاستواء. وتشير دراسة إلى أن نسبة الإصابة به في الولايات المتحدة تتراوح بين 1.4% في فلوريدا و9.9% في ألاسكا.

يتفاوت تأثير الاضطراب العاطفي الموسمي كما هو الحال مع بقية الأمراض النفسية. يشعر البعض بكآبة عابرة بعد موسم الأعياد، رغبةً في الابتعاد إلى شاطئ دافئ، إلا أن الاضطراب العاطفي الموسمي يُعد حالة مختلفة تمامًا.

يسجَّل في المملكة المتحدة إصابة نحو 20% من الأشخاص بأعراض خفيفة تُعرف بـ “الاضطراب العاطفي الموسمي تحت المتلازمة”، بينما يعاني 2% أعراضًا شديدة قد تعيق قدرتهم على أداء مهام الحياة اليومية.

تتعدد النظريات حول الأسباب الدقيقة للاضطراب العاطفي الموسمي، رغم أن معظمها يربط الحالة بتفاعل العقل والجسم مع نقص ضوء الشمس. ويقترح بعض الباحثين أن انخفاض ضوء النهار يربك الساعة البيولوجية الداخلية أو الإيقاع اليومي، ما يؤدي إلى ظهور أعراض انخفاض . وتشير بعض الدراسات إلى أن هذا التفاعل لا يختلف كثيرًا عن دخول بعض الحيوانات في حالة سبات شتوي.

ترتبط نظريات أخرى بدور ضوء الشمس في إنتاج الجسم للميلاتونين والسيروتونين. يزيد الظلام من إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم دورات النوم، ما يؤدي إلى الشعور بالخمول المستمر خلال الشتاء. ويتأثر إنتاج السيروتونين، المرتبط بتحسين المزاج والشعور بالسعادة والصفاء الذهني، بضوء الشمس أيضًا؛ إذ يُنتج خلال النهار ويُحول إلى ميلاتونين عند حلول الظلام.

يُتاح للمصابين بالاضطراب العاطفي الموسمي العديد من الوسائل لمواجهته. تشمل هذه الوسائل تغييرات بسيطة في نمط الحياة، مثل الخروج إلى ضوء الشمس قدر الإمكان، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

ينصح كثير من الأطباء باللجوء إلى جلسات الاستشارة النفسية، أو العلاج السلوكي المعرفي، أو استخدام مضادات الاكتئاب من نوع مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، التي تعمل على زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ.

يلجأ بعض المرضى إلى استخدام مصابيح خاصة تحاكي ضوء الشمس الطبيعي، خلافًا للمصابيح المنزلية التقليدية. تتوفر هذه المصابيح بسهولة عبر الإنترنت، وفي بعض المناطق يمكن استئجارها بأسعار منخفضة. كما يتناول البعض مكملات فيتامين د، الذي يُنتج طبيعيًا عند تعرض الجلد لضوء الشمس، رغم أن الدراسات أظهرت تفاوتًا في فعالية هذا النهج.

لذا، إذا شعرت بإرهاق مصحوب بكآبة الشتاء، فلا تتجاهل الأمر باعتباره خيالًا. ابحث عن “الصيف الذي لا يُقهر” الكامن داخلك، ولا تتردد في استشارة طبيبك إذا لاحظت تأثير ذلك في حياتك اليومية.

اقرأ أيضًا:

الاضطراب العاطفي الموسمي في فصل الصيف: الأسباب والعلاج

الاضطراب العاطفي الموسمي: إليك ما تجب معرفته

ترجمة: حسن السعيد

تدقيق: مؤمن محمد حلمي

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا