نجوم نص نص وكومبارس باعوا صور وجوههم لشركات الذكاء الاصطناعي : شرف جرالهم إيه
في عالم باتت فيه الحدود بين الواقع والافتراض تتلاشى بفعل تقنيات الذكاء الاصطناعي، يكتشف عدد متزايد من الممثلين أنهم باعوا أكثر من مجرد صورة عابرة — لقد باعوا وجوههم، وأحياناً ضمائرهم، دون أن يدركوا حقاً العواقب.
بحسب تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية (AFP)، فإن ممثلين شاركوا في تسجيل مقاطع فيديو قصيرة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، بهدف كسب المال سريعاً، يجدون اليوم أنفسهم في مواقف محرجة وربما خطيرة، بعدما استُخدمت صورهم في ترويج علاجات زائفة أو حتى دعم انقلابات سياسية.
الممثل الكوري الجنوبي “سايمون لي”، على سبيل المثال، وجد صورته تُستخدم للترويج لـ”علاجات صحية مشكوك فيها” على منصات مثل تيك توك وإنستغرام، دون علمه أو موافقته. ورغم اعتراضه، لم يتمكن من إزالة الفيديوهات بسبب بنود العقد الذي وقّعه سابقاً.
يقول لي في حديثه مع AFP:
“لو كانت إعلانات محترمة لما أزعجني الأمر، لكن ما رأيته مجرد خداع سافر”
من الإعلانات إلى دعم الانقلابات السياسية
الموقف لا يقتصر على الإعلانات الزائفة. في عام 2022، وقّع الممثل البريطاني وعارض الأزياء “كونور ييتس” عقداً بقيمة 5,240 دولاراً مع شركة “Synthesia” المتخصصة في إنتاج مقاطع الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي. في ذلك الوقت، كان ييتس يعيش على أريكة أحد أصدقائه ويبحث عن مصدر دخل سريع.
لكن الصدمة جاءت لاحقاً، حين اكتشف أن وجهه استُخدم في فيديو يدعم “إبراهيم تراوري”، الرئيس الحالي لبوركينا فاسو الذي وصل إلى السلطة إثر انقلاب عسكري في العام نفسه. وهو استخدام يخالف صراحة شروط خدمة شركة “Synthesia”.
السوق بلا قوانين
تُظهر هذه القصص كيف يمكن لتقنيات “التزييف العميق” (deepfake) المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تُستخدم بسهولة لنشر معلومات مضللة أو استغلال الوجوه المشهورة في أغراض لم يوافق أصحابها عليها قط. يكفي وجود قدر كافٍ من اللقطات المصورة لأي شخص كي يتم توليد فيديوهات مزيفة يُظهره وكأنه يقول أو يفعل ما لم يقم به أبداً.
وليس المشاهير وحدهم من يواجهون هذا الخطر. الممثلة الصوتية لشخصية “ألوي” في ألعاب Horizon، عبّرت مؤخراً عن قلقها من قيام أنظمة ذكاء اصطناعي بتقليد صوتها وأدائها بالكامل. كذلك أبدى العديد من الكومبارس والممثلين الثانويين استياءهم بعد أن تم مسح أجسادهم رقمياً لاستخدامها إلى أجل غير مسمى في مشاريع الإنتاج، دون أي ضمانات.
عقود غامضة واستغلال الحاجة
المشكلة لا تقتصر على التقنية، بل تمتد إلى الثغرات القانونية والاستغلال المهني. ففي سياق عمل غير نقابي وخارج الأطر المؤسسية، لا توجد حماية حقيقية لهؤلاء الممثلين، ما يجعلهم عرضة للتوقيع على عقود فضفاضة وخطيرة.
المحامية أليسا مالكيودي، المتخصصة في القانون التجاري، توضح:
“أحد أبرز المؤشرات على الخطورة هو وجود عبارات مثل ’دائمة ولا يمكن الرجوع عنها‘، تمنح الشركات الحق الكامل في استخدام صورة وصوت وشبه الممثل بأي وسيلة ودون قيود”
غالباً ما تكون طبيعة العمل مغرية: بضع ساعات تصوير أمام شاشة خضراء، مع قراءة نصوص من الملقّن الصوتي. لكن الثمن قد يكون باهظاً، وخاصة حين يُستخدم وجه الممثل في سياقات لا أخلاقية أو ذات طابع سياسي حاد.
شركة Synthesia، التي تورطت في فضيحة استخدام وجه ييتس في فيديو دعائي لانقلاب، أعلنت مؤخراً عن برنامج جديد تحت اسم “Talent Experience”، يهدف إلى إشراك الممثلين في عملية اتخاذ القرار المتعلقة باستخدام وجوههم. لكنها خطوة قد تبقى شكلية إن لم تُطبَّق على نطاق واسع، خاصة وأن الشركات تملك دائماً خيار التعاقد مع وجوه جديدة مستعدة للتنازل عن حقوقها بالكامل مقابل المال.
في غياب تشريعات صارمة وتوعية مهنية، سيبقى الممثلون — وخاصة أولئك من خارج نقابات الحماية — معرضين للاستغلال من قبل شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، التي تسعى لاستخدام الوجوه كأدوات، لا كأشخاص حقيقيين.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البشاير ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البشاير ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.