*ما تشاي سوك: نتطلع إلى تعزيز التواصل * مايا الخليل: يضم أعمالاً لرواد الفن الكوري *كيونغ هوان يو: فرصة استثنائية لجمهور الإمارات والخليج أكدت ما تشاي سوك، نائبة عمدة الشؤون الثقافية بمدينة سيؤول في جمهورية كوريا، أن معرض «الوسائط المتعدّدة.. كلنا دوائر مفتوحة»، الذي يقام تحت رعاية حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، في منارة السعديات، يمثل حدثاً تاريخياً في مسار التعاون الثقافي بين مدينتي أبوظبي وسيؤول. وقالت ما تشاي سوك، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»: المعرض الذي تنظمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بالتعاون مع متحف سيؤول للفنون حتى 30 يونيو/حزيران المقبل، يضمّ أعمالاً لفنانين معاصرين بارزين يمثلون سيؤول وجمهورية كوريا، ويجسد تنسيقاً ثقافياً فعّالاً بين الجانبين. وأشارت إلى أن جلب فن سيؤول المعاصر إلى مدينة أبوظبي يشكّل خطوة عملية في مسار تعزيز التواصل الثقافي، معبّرة عن تطلعها إلى أن يتوسع نطاق هذا التعاون ليشمل مختلف المجالات الثقافية وكل قطاعات الصناعة. أربعة محاور أكدت مايا الخليل، القيّمة الفنية المستقلة والمتخصصة في الفن المعاصر، أن المعرض يُسلّط الضوء على فن الوسائط المتعددة الكوري، ويضمّ أعمالاً لفنانين ساهموا في تطور الفن الراديكالي في كوريا. وأشارت إلى أن المعرض يضمّ أكثر من 49 فناناً كورياً من الأسماء البارزة عالمياً، وتُعرض أعمالهم للمرة الأولى بهذا المستوى من الجودة في أبوظبي. ووفق مايا الخليل، فإن المعرض يتألف من أربعة محاور رئيسية، إذ تبدأ التجربة باستعراض المراحل الأولى للفنانين الرواد الذين بدأوا التجريب في فنون الوسائط المتعددة، وعلى رأسهم نام جون بايك، الذي يُعد على نطاق واسع مؤسس فن الفيديو، وينتقل المعرض بعد هذه المرحلة التمهيدية إلى ثلاثة أقسام أخرى، أولها يركّز على «الجسد كوسيط»، والثاني حول «المجتمع كمصفوفة للأفكار والهويات والسرديات»، والثالت عن «الفضاء كوسيط». وأشارت مايا الخليل إلى أن المعرض يحمل عنوان «وسائط متعددة.. كلّنا دوائر مفتوحة»، وهو اقتباس من رؤية الفنان نام جون بايك الذي عبّر في عام 1965 عن إيمانه بأن التكنولوجيا ستُصبح أداة للربط والتواصل بين سكان «القرية الكونية»، مؤمناً بفكرة التواصل المتعدد الاتجاهات، حيث يكون الجميع قادراً على الإرسال والتلقي والتفاعل، بدلاً من نظام استقبال أحادي الاتجاه. شراكة قالت كيونغ هوان يو، أمينة متحف سيؤول للفنون، إن المعرض يُمثل محطة محورية في مسار التعاون الثقافي بين كوريا والإمارات، ويجسد مخرجات شراكة استراتيجية بين متحف سيؤول للفنون ومجموعة أبوظبي للفنون، إضافة إلى كونه ثمرة للتواصل بين سيؤول وأبوظبي. وأوضحت لـ «وام» أن المعرض يُعدّ نتيجة حوار ثقافي متواصل، ويعبّر عن رغبة مشتركة في عرض أعمال لفنانين كوريين معاصرين ضمن سياق مدروس يتماشى مع الخصوصية الثقافية والاجتماعية لإمارة أبوظبي. ولفتت إلى أن المعرض نُسّق لأول مرة عام 2024 في متحف سيؤول، ويعاد تقديمه برؤية مختلفة تتناسب مع الخلفية الثقافية للإمارات ومنطقة الخليج العربي، ما أضفى عليه بعداً جديداً. وأضافت أن العمل على المعرض انطلق من أسئلة محورية حول أهمية الفنانين الكوريين المعاصرين للجانبين، وكيفية مشاركة هذه الرؤية مع الجمهور في أبوظبي، مؤكدة أن البحث في هذه الأسئلة شكّل الأساس المفاهيمي لتطوير المعرض. وذكرت أنها أجرت زيارة بحثية إلى أبوظبي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بالتنسيق مع مجموعة أبوظبي للفنون، في إطار التحضير لهذا المعرض والآخر المرتقب في سيؤول في ديسمبر/كانون الأول المقبل. وأشارت إلى أن الزيارة كشفت عن أوجه تشابه لافتة بين أبوظبي وسيؤول، خصوصاً في ما يتعلق بالتحولات الاقتصادية والسياسية السريعة التي مرت بها المدينتان منذ سبعينيات القرن الماضي، وإن اختلفت الأسباب، إلا أن النتائج والتجارب المجتمعية كانت متقاربة. وبيّنت أن هذه التغيرات المجتمعية المتسارعة تنعكس في ثلاثية متكاملة: الجسد، والثقافة، والمجتمع، وهي المحاور التي يقوم عليها المعرض؛ حيث تُطرح الوسائط الفنية باعتبارها أدوات فكرية وجمالية تنقل مضمون الحوار الثقافي، وتتيح فضاءً للتفاعل الإنساني بين الشعوب. وأكدت كيونغ هوان يو أن المعرض يوفّر لجمهور أبوظبي والخليج فرصة استثنائية للتفاعل مع أعمال فنانين كوريين معاصرين من خلال عدسة ثقافية جديدة، داعية الزوّار إلى الانخراط في هذا التبادل الفني، واستكشاف أبعاده التعبيرية والمعرفية.