د. مايا الهواري الحب! وما أدراك ما الحبّ! الحبّ شيء عظيم وجميل، وأغلى حبّ هو حبّ المرء لله عزّ وجلّ، حبّ الرجل لزوجته، حبّ الوالدين لأبنائهم، حبّ الأهل لبعضهم، والكثير من أنواع الحبّ. ولكلّ نوع خاصّيّته الّتي تميّزه، فالفرق بين حبّ الأبناء وحبّ الزّوجة هو أنّ حبّ الأبناء هو عطف وحنان لا يشعر به المرء قبل الزّواج، فهو أسمى وأنبل عاطفة في الوجود، وحبّ الزّوجة هو حب سكينة واستقرار، فالأسرة هي المكان الّذي يحصل فيه الإنسان على الحبّ، حيث الاهتمام والدّعم من قبل الزّوجة، وهذا كفيل أن يجعل المرء يشعر بالسّعادة، هذه السّعادة الّتي يختصّ بها كلّ من الرّجل والمرأة، فليست حكراً على أحدهما، لأنّ العلاقات السّليمة بين الزّوجين تولّد الودّ والصّلح الّذي يعد خير الأمور، فالحبّ من النّاحية الإيجابيّة يلعب دوراً كبيراً في استمرار الحياة، سواء أكان هذا على مستوى الحياة الزّوجيّة، العائليّة، أم المجتمعيّة، كما وينبغي عدم استمرار الخصام بين الأطراف على اختلاف أنواع العلاقات، زوجين، صديقين، قريبين، حتّى لا تتفاقم الخصومة الّتي قد تكون تافهة.ومع امتلاك المرء للذّكاء العاطفيّ يستطيع تسخير الحبّ لحلّ المشاكل الّتي تعترض طريقه، لأنّه في بعض الأحيان يتحوّل الحبّ لشيء سلبيّ يسبّب بعض المشاكل لصاحبه، كأن يتحوّل حبّ الزّوجين لغيرة قاتلة، ولكن بامتلاك الطّرفين لمهارات الذّكاء العاطفيّ وتوظيفه في إصلاح الأمور تتحوّل المشاكل الكبيرة لصغيرة وتافهة، وتظهر بدائل عديدة لحلّها، وهذا من شأنه أن يجعل الحياة تسير نحو الأفضل وبشكل أمثل، ولا تكون الصّعاب جبالاً بل حجارة صغيرة.نستنتج ممّا سبق أنّ الزّوجين مهما اختلفا فإنّهما سيتصالحان، لأنّ الصّلح هو سيّد الأحكام في العلاقات جميعها، فما أجمل من علاقة يسودها الحبّ والاحترام والمحبّة لتستمرّ الحياة بالشّكل الأمثل.