د. إيمان الهاشمي

ذات ليلة... كانت أفكاري حمراء داكنة قانية، تشتعل من الداخل بنارٍ أرجوانية، ثم جاءت مفاتيح البيانو بألوان الهدوء الحانية، تهمس فوق نيرانها بماء النوتات كل ثانية، وكأنها تطبع قبلة الحياة على جبين الرماد، لأراها آيلة نحو الانخماد، فهكذا يكون خير الاعتماد على الجماد! حيث غاصت بنات أفكاري في الإنشاد، على هيئة لحن متكاثف حد الاحتشاد، فشكراً للموسيقى على هذا التوجيه والإرشاد. 
(تشيلي غونزاليس) واسمه الحقيقي (جيسون تشارلز بيك)، ولكن هذا الأمر لا يتعلق بي أو بك! فهو فنان موسيقي كندي، احترف البيانو بشكل جدي، عزف تاريخ الكلاسيكيات بطرق حديثة ويافعة، وقدّمها بأساليب مختلفة وفريدة ونافعة، وقد نشر أفكاره على مساحات شاهقة وشاسعة، إلى أن نال شهرة كبيرة وواسعة، وضّح من خلالها بعض المفاهيم غير المفهومة، بعدما غيّر ثقافتها المغلوطة وصحّح المعلومة، فأصبح أشهر عازف بيانو في العالم يعيش على قيد الحياة، ولعله سيحتفظ بلقبه هذا حتى بعد مفارقته الحياة.
ففي 2009 دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، حين استمر في العزف المنفرد بطريقة حماسية، لمدة 27 ساعة و3 دقائق و44 ثانية، ولم يجرؤ أحد بعدها على تحطيم رقمه ثانية، حيث قدّم أثناء ذلك العرض أكثر من 300 أغنية، حقّق بها أكبر حلم وأجمل أمنية، وحينها كان في الــ37 من عمره، وكأنه فجأة أعلن بزوغ فجره، والجدير بالذكر عن جمال شعلته في الذكاء والاجتهاد، أنه شارك في تأليف موسيقى الحملة الترويجية (للآيباد)، كما أنه في 2013 فاز بجائزة «غرامي» لأفضل ألبوم في العام، وهكذا واصل (غونزاليس) نجاحه بوجهٍ عام، ولا تزال حياته الخاصة جداً خاصة.
أنتج للفن العديد من الأسطوانات، وكتب للأغاني الكثير من الكلمات، وفي 2018 أنشأ مدرسة موسيقية اشتق اسمها من اسمه، وقد وضع فيها فكره وطموحه ونهجه وعلمه، وقد صرح مؤخراً قائلاً: (بدأت في كتابة كلمات الأغاني مرة أخرى في مطلع عام 2022، وهذه هي الأغاني التي خرجت بأكبر قدر من القوة)، كما أضاف بصراحة غريبة تليق بأسلوبه الفني الغريب: (أنا لا أفكر في جمهوري!! أنا أقوم فقط بالإنتاج بقدر ما أستطيع، أحاول أن يكون لدي خط واضح إلى عقلي اللاواعي، وأذهب إلى أبعد ما أستطيع، وأتبع الكلمات حيثما تأخذني، وفي مرحلة لاحقة بكثير أقول لنفسي: حسناً.. سأنتقل الآن إلى وضع الترفيه).

الاسـم: تشيلي غونزاليس
من أعماله:
White Keys
النشاط: موسيقي
الجنسية: كندي
التاريخ:
1972 – حي 53 سنة