بيروت: هناء توبي
جورج خباز فنان لبناني متعدد المواهب والاختصاصات، هو مخرج وكاتب وممثل وموسيقي وأستاذ جامعي، في جعبته ما يزيد عن 50 عملا فنياً موزعاً بين الدراما التلفزيونية والسيتكوم والمسرحيات وأفلام السينما، يقول: إنه أحب الفن منذ صغره واعتلى خشبه مسرح المدرسة صدفة في عمر الأربع سنوات، فاكتشف حبه للفن لذا تخصص في الفن الدرامي وفي العلوم الموسيقية وقدم أطروحته حول «الموسيقى في المسرح» ليجمع بينهما لأنهما الأحب إليه، استطاع خلال سنواته المهنية أن يبدع في طرح قضايا اجتماعية وإنسانية جدليه تمكّن من صوغها بأمانه، كما حرص أن يظهر شخصيات متنوعة تترك أثرها لدى المتلقي ما أهلّه أولاً لدخول قلوب الناس دون استئذان، وثانياً لنيل عدة جوائز.
.. بعد نجاح مسرحيته «خيال صحرا» سيعود خباز في موسم ثالث منها على مسرح كازينو لبنان بين 17 يوليو/ تموز و17 أغسطس/آب المقبل للقاء جمهوره.. تناول حديثنا معه عدة تفاصيل حول مشواره وأعماله.
*فيلم «يونان» السينمائي هو الفيلم العربي الوحيد الذي نافس في الدورة 75 لمهرجان برلين السينمائي، هل شعرت أن رسالة الفيلم وصلت إلى العالم؟
- رسالة «يونان» نقلت الهوية شرق الأوسطية بشكل راق وأظهرت صورة الشرق الأوسطي مختلفة عن النمطية السائدة التي يضعوننا بها، كما أنه من خلال شخصية منير ابن البحر المتوسط التي أديتها نقلت أسئلة وجودية ومشاعر إنسانية وحالات مشتركة بين كل الناس، لذلك استطاع العمل أن يصل إلى الجميع وحصد عدة جوائز.
* أغلبية الأعمال التي تشارك بها لابد وأن تطرح جدلية ما، فهل هذا شرط فني لاكتمال العمل برأيك؟
- أطمح أن يكون في أعمالي دائماً جدلية فلسفية وجودية وطنية لها علاقة بالهوية والإنسان والصراعات والتساؤلات وهذه هي رسالة الفن المشهدي برأيي، اعتقد أن الفن هو المرآة الناصعة للمجتمع وناسه وهواجسهم ومشاكلهم وأعتقد أن فرصتي في طرح أعمال جدلية كانت جيدة وأسعدتني كثيراً مؤخراً حيث شاركت في فيلم «يونان» وما إن انتهيت منه حتى رشحني مدير التصوير الكندي رونالد بلانت لفيلم سيصوره في كندا للمخرج فيليب فيلاردو والكاتب اللبناني آلان فرح، وكان يبحث عن ممثل من أصل لبناني وأعجب بأدائي فاتفقنا، وصورت فيلم «ألف سرّ ألف خطر»، ثم اختارتني منتجة هذا الفيلم وكانت تحضر لمسلسل في إسبانيا مؤلف من 13 حلقة ويخاطب الأطفال.
الشاشة الأرضية
* بدأت من التلفزيون ثم غبت عنه لتعيدك إليه جائحة كورونا وغلق المسرح حيث شاركت في عام 2023 في مسلسلي «النار بالنار» و«براندو الشرق»، كيف تصف علاقتك بالشاشة الأرضية؟
- لا شك أن التلفزيون يؤمن انتشاراً واسعاً للممثل ويوصله إلى كل بيت، لكن للأسف التلفزيون بشكل عام بلا ذاكرة حيث إنه منبر استهلاكي أكثر مما هو ثقافي وفني، خاصة إذا تمت مقارنته بالسينما التي تخلِّد أبطالها والمسرح الذي يؤمِّن التفاعل مع الجمهور، لذا أنا تعاملت مع التلفزيون بطريقة ذكية وقمت باستغلاله بالمعنى الإيجابي ووقفت قبالة الكاميرا في عدة أعمال جيدة وبرامج ناجحة إلى أن قررت أن آخذ استراحة منه بعد نجاح «عبدو وعبدو» الذي بدأ في 15 حلقة وامتد إلى 60 حلقة وقصدت الذهاب إلى المسرح خلال مرحلة انتشاري كي أتمكن من جذب الناس إلى المسرح.
* كيف تصف علاقتك بالشاشة الأرضية اليوم وهل من هدف يمكن تحقيقه عبر الدراما؟
- هناك هدف من العمل عبر الشاشة الأرضية، أحب أن أقدم أعمالاً مميزة في التلفزيون ومختلفة عن السائد ولا شك أن عودتي إلى التلفزيون كانت من خلال مسلسلين مختلفين هما «براندو الشرق» و«النار بالنار» ويمكن القول عنهما: إنهما خارج الصندوق وخارج المسلسلات النمطية سواء في المضمون والسرد وطريقة المعالجة، لذلك فإن المشاريع التي أعمل عليها منذ فترة في التلفزيون وأيضاً في السينما والمسرح، هي مشاريع انتقائية لديها هدف فني له علاقة بمسيرتي الفنية من باب التنوع والدخول في عوالم جديدة ومن باب الرسالة التي يحملها العمل المشهدي، طبعاً مع شروط مستوفاة من النص إلى الإخراج والإنتاج وطاقم العمل.
حب المسرح
* لكن هل يمكن القول: إن حبك الأول للمسرح ولأجل ذلك أسست مسرحك الخاص في شاتو تريانو؟
- منذ صغري أحببت المسرح وارتقيت إلى خشبته صدفة في عمر الأربع سنوات يوم شاركت في مسرحية تحكي حياة القديس مارمارون وكان نصي عبارة عن ثلاث كلمات «شكرا أخ مارون» واكتشفت أن متعة إمتاع الناس مهمة جداً بالنسبة لي، كما اكتشفت سرّ المسرح وهو أنه يجمع الناس على اختلافهم ويوحّد المشاعر فيما بينهم ويجمعهم في الضحك والبكاء والتفاعل والتصفيق وهو المنبر الذي يحفظ النسيج الإنساني.
* هل تفردت في تقديم هذا النوع من المسرح الملتزم والذي تعتمد فيه الكوميديا السوداء؟
- لا أعتبر نفسي فريداً في تأسيس هذا النوع من الفن كما لم أخترعه، فقد سبقني إليه «شوشو» وروجيه عساف وزياد الرحباني مع حفظ الألقاب وغيرهم أيضاً ولكن يمكن أن أقول إنني تميزت بلغة خاصة بي ولهذا رواد مسرحي كثر ومن مختلف الأطياف.
* لنتحدث عن الجوائز التي تلقيتها أخيراً، هل تختلف قيمه الجائزة لفنان مثل جورج خباز بأن تكون محلية أو عالمية، أم أن الجائزة تسعدك في كل أشكالها؟
- طبعاً الجائزة تسعدني في كل أشكالها، خاصة إذا كانت من أهل بلدي، من الجميل أن يكرَّم الفنان في بلده، لكن الجائزة العالمية لها رونقها.
* بصفتك أستاذاً جامعياً وملتزماً في تعليم الفنون، إلى أي درجات تعطي أهمية للتخصص في الفن؟
- أهمية التخصص الفني أنه يصقل الموهبة التي يملكها الفنان بالفطرة، الفن بالنسبة لي ليس مهنة نختارها بل موهبة نملكها والتخصص بالفنون يصقلها.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.