متابعات – «الخليج»
قد يستغرق الأمر أكثر من عقدين حتى يعود خطر الإصابة بأمراض القلب إلى مستواه الطبيعي بعد الإقلاع عن التدخين، وفقاً للدراسات.
لطالما أكد الباحثون أن تدخين السجائر يسبب أضراراً كبيرة للقلب؛ إذ يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية، وزيادة ضغط الدم، ورفع خطر تكوّن الجلطات.
ووفقاً لمؤسسة القلب البريطانية (British Heart Foundation)، يعود سبب ما لا يقل عن 15 ألف حالة وفاة سنوياً في المملكة المتحدة إلى أمراض القلب المرتبطة بالتدخين.
وسلط العلماء بهذه النتائج التي نشرتها صحيفة ديلي ميل، الضوء على الأثر الطويل الأمد للتدخين في صحة القلب والمخ، حتى بعد الامتناع عنه.
واكتشف باحثون في كوريا الجنوبية الفترة الزمنية الدقيقة التي يحتاج إليها القلب للمتعافي من التدخين كي يصبح مشابهاً لشخص لم يدخن قط، وهو 25 عاماً.
وكشفت النتائج عن أن المدخنين السابقين الذين دخنوا لفترة تتجاوز 8 سنوات يظلون معرضين لخطر نوبة قلبية أو سكتة دماغية مشابه لأولئك الذين لا يزالون يدخنون.
وبحسب العلماء يعود ذلك إلى تحول التدخين وهو سلوك بالغ الضرر إلى عادة مصاحبة للتنفس لدى بعض الأشخاص.
والإقلاع عن التدخين ليس مجرد مسألة قوة إرادة فقط؛ بل هو صراع مع عادة تكونت على مدى سنوات طويلة.
وأشار العلماء إلى أن التدخين يغير طريقة عمل الدماغ، ما يجعل الرغبة فيه قوية ومرتبطة بمواقف وأوقات معينة في الحياة اليومية.
حتى عندما يقرر المدخن التوقف، قد تواجهه صعوبات نفسية وجسدية مثل الرغبة الشديدة في التدخين، التوتر، القلق، وتقلبات المزاج.
هذه العوامل تجعل الإقلاع تحدياً أكبر مما يتوقعه الكثيرون.
تأثير النيكوتين على الدماغ.. كيف يتحول إلى إدمان؟
النيكوتين هو المادة الفعالة الرئيسية في التبغ، وهو المسؤول عن الإدمان السريع للسجائر.
عند استنشاقه، يدخل النيكوتين إلى مجرى الدم سريعاً ويصل إلى الدماغ خلال ثوانٍ، حيث يبدأ تأثيره الفوري، بحسب موقع مؤسسة القلب البريطانية.
ويحفّز إفراز مادة الدوبامين، وهي ناقل عصبي يمنح شعوراً بالمتعة والمكافأة.
ويدفع هذا الشعور الإيجابي الدماغ إلى ربط التدخين بالراحة النفسية أو التحفيز، ما يعزز الرغبة في تكراره.
مع الوقت، يبدأ الدماغ في ربط التدخين بمواقف معينة ومنها بعد الأكل، مع القهوة، عند التوتر.
يحوّل ذلك التدخين إلى عادة سلوكية قوية، تتكرر تلقائياً مع كل موقف مشابه.
وكلما زاد الاعتماد، أصبح من الصعب الإقلاع، لأن الجسم والعقل معاً يطالبان بجرعة النيكوتين لتجنب الانزعاج.
وهكذا يدخل الشخص في حلقة مفرغة من الإدمان العصبي.
الفرق بين الإقلاع المفاجئ والتدريجي.. أيهما أكثر نجاحاً؟
يختلف الناس في طريقة الإقلاع عن التدخين، البعض يختار التوقف بشكل مفاجئ، بينما يفضّل آخرون تقليل عدد السجائر تدريجياً.
الإقلاع المفاجئ (Cold Turkey)
هو التوقف الكامل عن التدخين بشكل فوري، من دون تقليل تدريجي.
وقد يكون مناسباً للأشخاص الحاسمين الذين يريدون قطع العلاقة نهائياً، ويضع هذا النوع حداً واضحاً لبداية التغيير.
وأظهرت بعض الدراسات أنه أكثر فاعلية على المدى الطويل مقارنة بالتقليل التدريجي، بشرط وجود دعم نفسي أو علاج بديل للنيكوتين.
ولكن من عيوبه أن أعراض الانسحاب تكون أكثر حدة (توتر، قلق، رغبة قوية في التدخين).
واحتمال الانتكاس أعلى إن لم يكن هناك استعداد كافٍ أو دعم مناسب.
الإقلاع التدريجي (Gradual Reduction)
يتمثل في تقليل عدد السجائر اليومية تدريجياً على مدى أيام أو أسابيع قبل التوقف التام.
قد يكون أسهل نفسياً على بعض المدخنين، ويعطي فرصة للتأقلم مع التغيير وتعديل العادات المرتبطة بالتدخين.
ويمكن استخدامه مع وسائل مساعدة مثل لصقات النيكوتين أو العلكة.
نجاحه أقل من الإقلاع المفاجئ في بعض الدراسات، خاصة عند غياب خطة واضحة.
كشفت الأبحاث عن أن الإقلاع المفاجئ قد يكون أكثر فاعلية على المدى الطويل، خاصة إذا كان الشخص مستعداً تماماً، ويحصل على دعم نفسي أو علاج بديل للنيكوتين.
الدعم النفسي والبدائل الطبية.. أدوات فعالة للإقلاع
الإقلاع عن التدخين ليس مجرد قرار؛ بل هو رحلة نفسية وجسدية تتطلب استراتيجيات متعددة.
ومن بين أبرز هذه الأدوات: الدعم النفسي والعلاجات البديلة للنيكوتين، وكلاهما أثبت فاعليته في زيادة فرص النجاح.
ويؤدي الدعم النفسي دوراً محورياً في تجاوز الإدمان، خاصة في مواجهة الرغبة الملحّة للتدخين والتعامل مع القلق والتوتر.
هناك أيضاً البدائل العلاجية التي تزود الجسم بكميات مدروسة من النيكوتين لتخفيف أعراض الانسحاب، من دون تعريض الشخص للمواد السامة الموجودة في التبغ.
أمثلة على البدائل:
•لاصقات النيكوتين
•علكة النيكوتين
نصائح لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين
إليك أهم النصائح الفعالة لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين، وفقاً لما نشره موقع Mayo Clinic:
1-حدد سببك الشخصي للإقلاع
وجود دافع قوي وواضح (مثل حماية صحتك، أطفالك، أو تحسين قدراتك الجسدية) يجعلك أكثر التزاماً.
اكتب هذا السبب واحتفظ به لتذكيرك عند شعورك بالضعف.
2-ضع خطة واضحة للإقلاع
اختر تاريخاً محدداً للإقلاع وابدأ التحضير له نفسيا وجسدياً.
قرر إن كنت ستتوقف بشكل مفاجئ أو بالتدريج.
جهّز الأدوات التي ستساعدك ومنها بدائل نيكوتين، دعم نفسي، خطة يومية.
3-تعرف إلى محفزاتك وتجنّبها
راقب الأوقات والمواقف التي تشعر فيها برغبة في التدخين (مثل بعد القهوة، أو عند التوتر)، وابحث عن بدائل سلوكية:
•امضغ علكة
•اشرب ماء بارد
•خذ نفساً عميقاً
•اخرج للمشي
4-اطلب الدعم
أخبر عائلتك وأصدقائك بنيّتك الإقلاع، واطلب منهم التشجيع.
انضم إلى مجموعات دعم سواء على أرض الواقع أو عبر الإنترنت.
5-احتفل بتقدمك
احتفل بمرور كل يوم أو أسبوع من دون تدخين.
لاحظ التحسن في صحتك مثل، التنفس، الطاقة، النوم، المذاق، الرائحة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.