إذا طغت السلبية على بيئة العمل، أو سادها الإحباط وغياب الاحترام، فقد تساعد هذه النصائح على التكيف مع الوضع.
سواء كان السبب مدير سريع الانفعال، أو عبء عمل لا يُطاق، أو زملاء يتسمون بالخُبث، فقد تُلحق بيئة العمل السامة أضرارًا جسيمة بالصحة النفسية:
- ارتفاع مستويات التوتر
- الأرق
- الاكتئاب.
في هذا التقرير، نتناول أبرز علامات بيئة العمل السامة، وكيفية التعامل معها، ومتى يحين الوقت لمغادرتها.
علامات بيئة العمل السامة:تشير بيئة العمل السامة إلى شعور دائم بانعدام الأمان النفسي. وغالبًا ما تسودها أجواء من السلبية، والمنافسة الضارة، والسلوك العدواني.
حدد مؤلفو دراسة حديثة أبرز سمات هذه البيئة:
- السلوك النرجسي
- القيادة عدوانية أو المهينة
- المضايقات
- التنمر
- التهميش أو النبذ
- سلوكيات تهديدية من المديرين أو الزملاء.
قد تشمل أيضًا:
- مدير يتعمد إفشال الموظفين
- الإدارة التفصيلية الزائدة
- كثرة الثرثرة في المكتب
- تشكيل الشلل أو العُصب
- السلوك العدواني غير المباشر
- المضايقات أو التمييز
- العدوانيات الصغرى، وهي صور خفية من التحيز أو الإهانة
- ظروف عمل غير آمنة
- أجواء تنافسية مسمومة
- غياب الاحترام المتبادل
- انعدام فرص النمو المهني
- أجور متدنية
- جداول عمل غير منتظمة
- التغاضي عن سلوكيات غير لائقة
- انتقادات غير بناءة
- تهديد دائم بالطرد
- أجواء عامة يسودها الشعور المستمر بالإحباط.
يقضي معظمنا جزءًا كبيرًا من يومه في مكان العمل، وإذا كانت تلك الساعات الثماني اليومية تمضي في أجواء مشحونة بالسمية، فقد يكون لذلك أثر بالغ في الصحة النفسية.
تشير الأبحاث إلى أن بيئة العمل السامة، متضمنةً التحرش والتنمر والتهميش، تُعد من أبرز مصادر الضغط النفسي، وقد تؤدي إلى مستويات مرتفعة من التوتر والإرهاق المهني.
لا تقتصر آثار السمية في أماكن العمل على الصحة النفسية، بل قد تؤدي أيضًا إلى سلوكيات غير منتجة، وتُقوض كفاءة المؤسسة. فهي تسبب انخفاض التفاعل الوظيفي، وتراجع الإنتاجية، وتكبل الإبداع والابتكار، وتؤدي إلى معدلات مرتفعة من تسرب الموظفين.
بحسب تقرير حديث صادر عن مراجعة إم آي تي سلون للإدارة، فإن ثقافة العمل السامة تزيد احتمال استقالة الموظف بأكثر من عشرة أضعاف مقارنةً بتدني مستوى الأجور.
يُظهر التقرير أن بيئة العمل السامة كانت السبب الرئيسي وراء الاستقالة الكبرى التي شهدها العالم بعد جائحة كوفيد-19، وليس انخفاض الرواتب كما كان يُعتقد على نطاق واسع.
نصائح للتعامل مع بيئة عمل سامة:1- تذكر أن الأمر ليس ذنبك:
السلبية التي تسود مكان عملك ليست خطأك. قد يُسهم التحلي بعقلية إيجابية وتعاونية في بعض المواقف، لكن تذكر أن قدرتك على تغيير ثقافة العمل محدودة.
2- خذ استراحة الغداء في مكان مختلف:
حاول أن تخرج من بيئة العمل في أثناء استراحة الغداء. إن أمكن، اجلس في مكان مفتوح أو وسط الطبيعة.
3- ضع حدودًا واضحة:
لا تسمح لأحد أن يُرغمك على تجاوز استراحة الغداء أو العمل لساعات إضافية دون مقابل. أخبر مديرك أنك بحاجة إلى وقت للراحة حتى تتمكن من أداء عملك بكفاءة.
4- تجنب الانخراط في الجدل:
ابتعد عن النميمة والمشاحنات، فلن يخرج منها أي نتيجة إيجابية.
5- ركز على الأهداف الشخصية:
حافظ على ذهنية إيجابية قدر الإمكان. تذكر أنك لن تبقى في هذا المكان إلى الأبد، وأن أمامك فرصًا أفضل تنتظرك.
6- مارس طقوسًا يومية بعد العمل لتحسين حالتك النفسية:
افعل شيئًا يصفي ذهنك من أثر يوم العمل، مثل المشي في الهواء الطلق، أو الاستحمام بماء دافئ، أو الاتصال بصديق مقرب.
7- ابقَ على تواصل مع قلة من الزملاء الموثوقين:
من المفيد أن يكون لك حلفاء في مكان العمل، تتبادلون الدعم وتثقون بعضكم ببعض.
8- لا تتخل عن قيمك:
إذا عاملك أحدهم بجفاء أو قسوة، فحاول ألا ترد بالمثل. فغالبًا ما يؤدي رد الفعل العدائي إلى تصعيد الوضع لا تهدئته.
9- انخرط في أنشطة تساعدك على إدارة التوتر:
جرب التأمل، أو اليوجا، أو ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتخفيف أثر التوتر المزمن.
10- خطط للمغادرة:
إذا لم توجد مؤشرات على تحسن بيئة العمل في المستقبل القريب، ابدأ البحث عن فرصة عمل جديدة.
11- ابحث عن صاحب عمل يدعم صحتك النفسية:
الخبر السار أن الاهتمام بالصحة النفسية في بيئة العمل بات يحظى باهتمام متزايد في الآونة الأخيرة، ما أدى إلى تغييرات إيجابية ملموسة في أماكن العمل.
فبحسب استطلاع العمل في أمريكا لعام 2024 الصادر عن الجمعية الأمريكية لعلم النفس، أفاد 91% من الموظفين الذين تلقوا دعمًا نفسيًا في أماكن عملهم بأنهم يشعرون بالرضا الوظيفي، مقارنةً بـ 76% من الموظفين الذين لم يتلقوا ذلك الدعم.
تشير نتائج الاستطلاع إلى أن البيئات التي توفر أمانًا نفسيًا تتسم عادةً بـ :
- المرونة في التعامل مع الظروف الشخصية
- احترام الإجازات
- تشجيع الموظفين على العناية بصحتهم النفسية
- دعم الاستراحات خلال يوم العمل
- معاملة عادلة ومنصفة
- توفير موارد كافية للتعامل مع التوتر والضغوط.
كما تضر السموم البيئية صحة الجسد، تؤثر بيئة العمل السامة سلبًا في الصحة النفسية. فالبقاء طويلًا في مثل هذا الجو قد يؤدي إلى:
- التوتر المفرط
- القلق المزمن
- تدني احترام الذات
- الاكتئاب.
إذا كانت السمية نابعة من الإدارة أو متجذرة في ثقافة الشركة، فقد يكون الحل الأفضل هو مغادرة العمل. أما إذا كانت المشكلة محصورة في عدد محدود من الأفراد، فيمكنك التحدث مع مدير تثق به أو التوجه إلى قسم الموارد البشرية.
قد تستعين بعض الشركات ببرامج دعم الموظفين (EAP) لحل النزاعات وتعزيز الصحة النفسية.
إذا لم يكن لديك خيار آخر سوى البقاء مؤقتًا، فحاول أن تخلق لنفسك مساحة آمنة. تجنب الانخراط في الجدل، وركز على أهدافك خارج نطاق العمل، وابدأ بالتخطيط للخروج.
ما المدة التي ينبغي أن تقضيها في بيئة عمل سامة؟تعتمد مدة البقاء على مدى تأثير السمية في صحتك النفسية.
للمساعدة في اتخاذ القرار، اطرح على نفسك الأسئلة التالية:
1- كيف تؤثر هذه الوظيفة في صحتي النفسية؟
إذا كنت تعاني الأرق وتخشى الذهاب إلى العمل يوميًا، فقد حان وقت البحث عن بديل.
2- ما مدى انتشار هذه المشكلة؟ هل هي متعلقة بالهيكل العام للشركة أم ببضعة أفراد فقط؟
إذا كانت المشكلة محصورة في شخص واحد، يمكنك التحدث إلى مدير أو مسؤول موارد بشرية تثق به.
3- هل القيادة سامة؟
إن كانت الإجابة نعم، فالأرجح أن المغادرة هي الخيار الأنسب.
4- هل تتعرض لتحرش جنسي؟
في هذه الحالة، عليك التوجه مباشرةً إلى الموارد البشرية وتوثيق كل حادثة بالتفصيل.
إذا كنت في حيرة من أمرك، دوّن إيجابيات وسلبيات البقاء والمغادرة لمساعدتك في اتخاذ القرار.
الخلاصة:إذا كانت السلبية، أو التحرش، أو الرقابة الدقيقة المفرطة هي القاعدة في مكان عملك، فغالبًا ما تكون بيئة العمل سامة. وكما أن السموم البيئية تُضعف الجسد، فإن التسمم العاطفي قد يُضعف النفس.
الشعور بعدم الأمان أو التقدير في عملك قد يؤدي إلى:
- الأرق
- التوتر
- الاكتئاب
- تدني احترام الذات.
إذا لم تكن متيقنًا بعد، فانفرد بنفسك واكتب قائمة بإيجابيات وسلبيات الاستمرار. إن طغت السلبيات، فابدأ بالبحث عن عمل جديد يضع صحتك النفسية ضمن أولوياته. وتذكر دائمًا أن مستقبلك يستحق الأفضل.
اقرأ أيضًا:
كيف يمكن للتقارير الإلكترونية أن تساهم في تحسين بيئة العمل والحد من المضايقات البسيطة؟
كيف تنشئ بيئة عمل جذابة تحث على الإبداع؟
ترجمة: حسين الحسين
تدقيق: مؤمن محمد حلمي
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.