تحقيق: هدى النقبي
مع دق أجراس نهاية العام الدراسي، تتنفس الأسر الصعداء بعد موسمٍ دراسي حافل بالجهد والاختبارات، لكن يبدأ السؤال الذي يتكرر كل عام: كيف نقضي الإجازة الصيفية؟ وبين من يفضل السفر والاستجمام في وجهات خارجية، ومن يرى أن البقاء في الإمارات أفضل لأبنائه، تنوعت الآراء واختلفت الخيارات، لكن الهدف واحد وهو صناعة صيف مفيد وآمن للأبناء، بلا ترف مفرط ولا فراغ قاتل.
أم سلطان، أم لخمسة أطفال، تقول عن خطتها: منذ بداية السنة الدراسية، أبدأ التخطيط للإجازة الصيفية، ووجهتنا هذه المرة روسيا، ونسقنا مع شركة سياحية لجدولة البرنامج من تذاكر السفر والفنادق وأهم المناطق التي سوف نزورها ووضع الميزانية المناسبة وحتى نوع الأنشطة الثقافية والترفيهية التي تناسب جميع الأعمار.
وتضيف: لسنا من محبي الترف الزائد، لكننا نرى أن السفر وسيلة مهمة لتجديد الروح وتغيير للأبناء بعد العام الدراسي والامتحانات وتوسيع آفاقهم، خاصة عندما تتضمن الخطة زيارات ثقافية أو الذهاب للمناطق الطبيعية، والأهم أن تكون الرحلة منظمة، وليست فقط للتسوق أو اللهو.
وعلى النقيض من ذلك، تؤكد سمية راشد، أم لطفلين، أن البقاء داخل الدولة لا يعني إضاعة الإجازة، بل يمكن أن يتحول إلى مساحة غنية بالتجارب التربوية والدينية.
و تقول: أفضّل استغلال الإجازة الصيفية في تحفيظ أطفالي القرآن الكريم، بالإضافة إلى إشراكهم في أنشطة محلية مثل المعسكرات الصيفية التي تنظمها المؤسسات الثقافية ومراكز الطفل.
وفي رأيها، ليس كل سفر ترفيهاً، وليس كل بقاءٍ خمولاً. وتوضح ذلك قائلة: نخطط جيداً لكل أسبوع من العطلة بين الزيارات العائلية وإشراك أبنائنا في أشياء مفيدة والذهاب للبحر للعب والسباحة لأنه متنفس في الصيف. سالم علي، وهو والد لثلاثة أبناء في مراحل دراسية مختلفة، اختار طريقاً ثالثاً، وهو تعزيز النشاط البدني خلال الإجازة. ويقول: أفضل استثمار الوقت في تدريب أبنائي على رياضات دفاعية أو السباحة بدلاً من السهر والجلوس الطويل أمام الشاشات، فيخرجون يومياً إلى الأندية يفرغون طاقاتهم ويتعلمون الانضباط وخوض البطولات، وبهذا ينشأون على الرياضات التي يفضلونها ويعتمدون على أنفسهم.
ويرى سالم علي أن الإجازة الصيفية يجب أن تكون فرصة لتعويض ما قد يهمله الأبناء خلال العام الدراسي من مهارات حياتية لضيق الوقت، لأن التعليم لا يكون في المدارس فقط، بل الرياضة تُعلّمهم الصبر، وقوة التحمل، والاحترام.
علياء محمد وجدت أيضاً حلاً يجمع بين الترفيه والتنظيم دون مغادرة الدولة. تقول: فضلت هذا العام حجز إقامة لمدة أسبوع في أحد فنادق أبوظبي بعيداً عن منطقة سكني، مع جدولة زيارات يومية إلى أماكن ترفيهية وثقافية مختلفة، مثل الشواطئ والمتاحف والمراكز التجارية العديدة في الإمارة.
وتشير إلى أن تغيير الروتين اليومي هو المطلوب وليس بالضرورة أن يكون في الخارج، موضحة أن ابنها يشعر بالحماس مع التخطيط كل يوم لوجهة جديدة وهذا يقوّي العلاقة الأسرية ويخلق ذكريات جميلة ويساعد على استكشاف الأماكن التي لم تزرها الأسرة.
يرى هاشم عبدالله، أب لخمسة أطفال، أن التخطيط للعطلة العنصر الحاسم في تحديد مدى فائدتها. يقول: أخطط مع أبنائي ونكون مستعدين لقضاء الإجازة خارج الدولة، وأحياناً تجبرك الظروف على البقاء فتقضيها مع الأهل بالخروج نهاية الأسبوع، والحجز بأحد الفنادق في الدولة لعدة أيام ليستمتعوا بالسباحة.
ويرى أن الإجازة العشوائية تؤدي غالباً إلى هدر الأبناء للوقت أو الإفراط في استخدام الأجهزة الذكية طوال اليوم، وأنه على الأهل أن يضعوا برنامجاً أسبوعياً متوازناً يجمع بين الترفيه والتعليم والرياضة.
ويعتبر هاشم عبدالله فصل الصيف فرصة ذهبية لتعزيز المهارات عبر المخيمات الصيفية، والأنشطة التي تنظمها الدولة لتعزيز الثقة لدى الأبناء.
ويقول عبدالرحمن محمد، أب لأربعة أبناء: ما إن يقارب أبنائي على الانتهاء من الامتحانات أخطط للتفرغ لهم في نهاية كل أسبوع للخروج وتقضية الوقت معهم، لأن التحدي الأكبر في الصيف هو السهر وأضراره العديدة على صحتهم مع تحول النهار إلى نوم والليل إلى يقظة. لذا، أحرص في كل سنة على جدولة أنشطة صباحية لإبقاء أبنائي ضمن روتين صحي لعقلهم وأجسادهم، مع تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية والاشتراك في النوادي الرياضية والصيفية ونوادي ركوب الخيل والذهاب إلى شاطئ البحر وممارسة العديد من الأنشطة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.