منوعات / صحيفة الخليج

بمشاركة 20 دولة.. افتتاح مؤتمر «التراث الشعبي بعيون الآخر» في الشارقة


برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، افتتح معهد الشارقة للتراث صباح الأربعاء فعاليات مؤتمر التراث الثاني تحت شعار «التراث الشعبي بعيون الآخر»، وذلك في مركز التراث العربي التابع للمعهد بالمدينة الجامعية في الشارقة، بحضور د.عبدالعزيز المسلم، رئيس المعهد والمؤتمر، وأبوبكر الكندي، مدير المعهد، إلى جانب نخبة من الباحثين والخبراء والأكاديميين من داخل الدولة وخارجها، يمثلون أكثر من 20 دولة وأجنبية.


ويستمر المؤتمر على مدى يومين، ويتضمن أكثر من 40 مشاركة علمية من خبراء وأكاديميين يناقشون خلالها تجليات التراث الشعبي كما رآها الآخر، من خلال أوراق بحثية، وجلسات حوارية، وورش عمل متخصصة.


وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، قال د.عبدالعزيز المسلم،: «نفتتح الدورة الثانية من هذا المؤتمر تحت شعار «التراث الشعبي بعيون الآخر»، وهو عنوان يحمّلنا مسؤولية التأمل في الكيفية التي نُظر بها إلى تراثنا من قبل الآخر، عبر القرون، سواء من خلال كتابات الرحالة أو دراسات المستشرقين أو الوثائق الأجنبية المختلفة». وأضاف: «المؤتمر لا يهدف فقط إلى استعراض تلك الرؤى، بل يسعى إلى تفكيكها، وتحليلها، وإعادة قراءتها من منظور علمي ناقد، يسائل ويوازن بين ما أنصف وما أغفل، ويبحث في السياقات التي وُلدت منها هذه الصور الذهنية».


وأكد المسلم أن التراث الشعبي يشكّل جسراً للحوار الإنساني، ومنصة لتقاطع الثقافات، وقال: «التراث ليس ماضياً ساكناً، بل هو حيّ في وجدان الشعوب، ومصدر من مصادر الفهم العميق للذات والآخر معاً. ومن خلال هذه الفعالية، نعيد تقديم تراثنا الشعبي بوصفه مادة للتفكير والتفاعل والانفتاح».


وأعرب المسلم عن تقديره لرعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، قائلاً: «رعاية سموه لهذا المؤتمر تعكس إيماناً راسخاً بأهمية صون الذاكرة الجماعية، وتعزيز الحوار الثقافي مع العالم، وترسيخ الشارقة مرجعية دولية في قضايا التراث والتعدد الثقافي».


وأضاف: «أولت الشارقة، بقيادة سموه، أهمية كبرى للترجمة كجسر حضاري ومعرفي، ومنصة لتبادل الرؤى الثقافية بين الشعوب. واليوم، نستعرض كيف تم تناول تراثنا الشعبي في كتابات المستشرقين، والدراسات الأكاديمية، والأعمال الفنية، لنفهم كيف تشكّلت صورة التراث العربي في وعي الآخر، ونعيد تقديمها بوعي علمي متجدد، يعزز مكانة ثقافتنا في العالم».

جهود مستمرة


أكد أبوبكر الكندي أن تنظيم المؤتمر يأتي ضمن جهود معهد الشارقة للتراث المستمرة في تعزيز التفاعل الثقافي والمعرفي حول التراث الشعبي العربي، وإبراز حضوره في وعي الآخر، وتطوير أدوات صونه وتوثيقه. وقال: يعكس المؤتمر التزام المعهد بدعم البحث العلمي والشراكات الثقافية الدولية التي تسهم في حماية التراث ونقله للأجيال القادمة، كما يؤكد حرص الشارقة على أن تكون منصة عالمية للحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة.

مسؤولية


أكد د.سيف البدواوي، شخصية المؤتمر لهذا العام، أن الحفاظ على التراث يمثل دعامة أساسية للهوية الوطنية. وقال: «التراث يقوي انتماءنا للوطن ويمنحنا دافعاً للعمل والبذل والعطاء، فهو ليس مجرد ماضٍ يُروى، بل هو دروس وعبر تُضيء طريقنا للمستقبل».


ووجّه رسالة إلى الشباب قائلاً: «عليهم أن يدركوا أنهم بخدمة التراث يخدمون الوطن من أوسع أبوابه، فالتخلي عن الجذور يُضعف الهوية ويُبدّد القيم».

توجهات وأهداف


قال د.مني بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر في المعهد ومنسق المؤتمر: «إنه يعبّر بجلاء عن توجهات المعهد الرامية إلى تحقيق الفارق على المستويين العلمي والتراثي، عبر طرح موضوعات تكشف عن المشتركات الثقافية التي تجمع تراث العالم».


وأضاف: «تسلّط الدورة الجديدة الضوء على صورة الشرق في مرآة الغرب، من خلال قراءة معمّقة للمدونات الرحلية الغربية وما تحمله من تصوّرات وأحكام، بهدف تعزيز الحوار والتفاهم مع الآخر، لا من باب الفرض بل عبر جسور التواصل الثقافي».


وأكد أن المؤتمر يسهم في ترسيخ مكانة الشارقة مركزاً معرفياً لحوار الحضارات، ويعكس وعياً متجدداً بأهمية الاستشراف الثقافي في بناء العلاقات بين الشعوب، ومنصة فكرية لاستكشاف تمثّلات الهوية في الوعي الغربي، وفرصة لتصحيح الصور النمطية بمقاربات علمية دقيقة.

معرض


افتتح د.عبدالعزيز المسلم، يرافقه أبوبكر الكندي، المعرض المصاحب للمؤتمر تحت شعار «تراثنا بعيونهم»، وذلك في مركز التراث العربي بالمدينة الجامعية في الشارقة.


بدأت الجولة في المعرض برفقة الضيوف من القسم الأول « العربية في الذاكرة الغربية»، حيث اطلعوا على بواكير الكتابات الغربية التي تحدثت عن الساحل (الإمارات العربية المتحدة حالياً)، على مدى خمسة قرون، واستعرضوا ما يتصل منها بتاريخ الدولة وتراثها بعناصره كافة.


ويشمل هذا القسم الساحل في الخرائط والمدوّنات الغربية، زوار الساحل «شهود عيان»، تراث الإمارات في كتب الرحلات، نمط الحياة القديمة، الزينة والأزياء، الحرف التقليدية، سباقات الهجن، الصيد بالصقور، النخيل، المساكن التراثية، الأمراض والأوبئة، الأفلاج، صيد الأسماك، الغوص على اللؤلؤ، صناعة السفن والقوارب، إضافة إلى وجوه من الإمارات تعكس مظاهر الحياة القديمة في المنطقة.

الخليج والغرباء


اطّلع المسلم والحضور على القسم الثاني من المعرض، الذي يحمل عنوان «الخليج العربي بعيون الغرباء»، ويقدم تطوافاً بصرياً يشمل الخرائط وصور المدن والموانئ والمعالم والشواهد والمشاهد المتبقية من القرون الخالية.


واختُتمت الجولة في القسم الثالث «سحر الشرق بعيون الغرب»، حيث تجوّل المسلم برفقة الحضور بين لوحات الرحّالة والمستشرقين عن العالم العربي، والتي أضاءت جوانب مختلفة من حياة المجتمعات العربية على مدى قرون طويلة.


وتضم مكتبة المعرض «مدونات الرحّالة» الغربيين ومصادرهم الزاخرة، التي شكّلت موارد علمية غنية، وثقت ملامح من حياة الشرق، ومعارفه، وكنوزه، ورموزه.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا