تحولت إحدى الباحات الخارجية لقصر بيت الدين الأثري في جبل لبنان، مساء الخميس، الى ديوانية طربية نسائية خيّم عليها الشعر واللحن والصوت، شاركت فيها ثلاث مغنيّات من لبنان ومصر وسوريا ترك حضورهن المتجانس أثره في القلوب والذاكرة.وافتتحت «ديوانية حب» ليالي مهرجانات بيت الدين التي انطلقت في قصر الأمير بشير الشهابي بمنطقة الشوف الجبلية في جنوب شرق بيروت.ويعود المهرجان، وهو من أبرز الأحداث الثقافية السنوية في لبنان، بعد غيابه العام الماضي. وأطلت جاهدة وهبة صاحبة فكرة الديوانية من خلف قناطر القصر بعباءة حريرية مطرزة كإحدى أميرات هذا المعلم الأثري الذي شُيِّد في القرن الثامن عشر، وأنشدت قصيدة كتبتها ولحنتها من وحي قصيدة للشاعر الفرنسي بيار استان، على ما قالت أمام جمهور بلغ نحو 1700 شخص بحسب المنظمين.بعدها انضمت إليها كل من المطربتين السورية لبانة القنطار التي جلست على يمينها، والمصرية ريهام عبدالحكيم على يسارها.وأرادت جاهدة وهبة أن تكون هذه الديوانية «لقاء حب وألفة وطرب»، على ما قالت المؤلفة الموسيقية والشاعرة والمغنية اللبنانية.وأضافت «يسعدني أن أستضيف فيها صديقتين عزيزتين لنغني معاً للحب وللحياة ولكل ما ينتصر على الألم».وتضمن برنامج الحفلة طوال أكثر من ساعتين نحو 15 تحفة طربية مصرية لأم كلثوم وأسمهان وليلى مراد وعبدالحليم حافظ ووردة وداليدا، ولبنانية لصباح وفيروز ووديع الصافي، وتخللها موشح أندلسي وعتاب، وباقة من الأغنيات الخاصة لوهبة وعبدالحكيم، تولّت عزفها فرقة أدارها عازف التشيلو المايسترو المصري أحمد طه ورافقه نحو 17 موسيقياً من لبنان والعالم العربي.وكانت الفنانات الثلاث يتحاورن بطريقة أنيقة قبل كل أغنية، ويعرّفن بما سيقدّمنه، وغنّينَ منفردات حيناً وجماعياً حيناً آخر، وقوفاً وقعوداً.وأنشدت جاهدة وهبة من تلحينها «يا طير الحمام» للشاعر الفلسطيني محمود درويش، بتوزيع من المؤلف الموسيقي عازف القانون العراقي البلجيكي أسامة عبدالرسول الذي كان جزءاً من الفرقة.وأنشدت لبانة القنطار بصوتها الأوبرالي أغنية أسمهان «يا طيور» من ألحان محمد القصبجي، وحصدت الإعجاب حين غنت «قلبي دليلي» لليلى مراد و«زي العسل» لصباح، وشاركتها فيها ريهام الغناء.أما ريهام عبدالحكيم فقدمت «عاشق سارح بالملكوت» شارة مسلسل «خاتم سليمان». وقبل أن تغني «أما براوة»، وسبق للمغنية التي جسدت دور أم كلثوم مراهقة في مسلسل «أم كلثوم» أواخر القرن الفائت، أن شاركت في المهرجان اللبناني عام 2015 في تحية إلى «كوكب الشرق».وبصوتها العذب قدمت «افرح يا قلبي» التي غنتها أم كلثوم للمرة الأولى عام 1937 من ألحان رياض السنباطي، و«إنت عمري»، أول تعاون بين أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب عام 1964.