الزواج أمر شرعه الله تعالى، له قوامه وقدسيته، كما له إطار معين، ومهما حصل وتغير فإن الزوج له قدرته وقوامته ومكانته، كذلك الزوجة لها مكانتها واحترامها، فالزواج عملية تناغمية يفهم كل منهما الآخر، متضمناً الحوار والاحتواء والنقاش الفعال، وإن من الأفكار التي يجب أن تتضمنها قدسية الزواج، ويجب على الطرفين معرفتها، أن الشخص سواء الزوج أو الزوجة في عمر العشرين يختلف عن عمر الثلاثين عنه في الأربعين، وهكذا الإنسان يتغير وعليه تقبل هذا التغير وفكرته، لأن ذلك أمر طبيعي، فالإنسان كل عشر سنوات يتغير وتتبدل أفكاره، ليس في الأمور الإيجابية فحسب، بل في الأمور السلبية أيضاً، وهذا التغيير يجب ألا يولّد حقداً على الآخر، بل عليه فهمه بالشكل الصحيح، وأن يتخذ الحوار مسلكاً لبيان أي خطأ أو غلط أو فهم ناقص ليتم الوصول للحقيقة الصحيحة، إضافة لذلك لا بد من احترام كل من الطرفين لشريكه؛ لأن الاحترام يولد المحبة ويزيد من دعمهما لبعضهما، ويؤلف بين القلوب، وبالتالي تزول المشاكل والخلافات وتُحل بكل يسر وسهولة، فالزواج مرحلة تنتقل فيها الفتاة من بيت أهلها لبيت زوجها، لتتغير طريقة حياتها وتصبح أولوياتها بيتها وزوجها وأولادها، كذلك الرجل يصبح منزله وأسرته أول اهتماماته، ساعياً لتلبية طلباتها، ومن لا يستطيع أن يكون على قدر المسؤولية، فلا يُقدم على هذه الخطوة؛ لأن إنشاء أسرة يعني بناء مجتمع صالح مزدهر بأبنائه.نستنتج مما سبق أن الزواج مشروع مقدس، لا بد من احترامه والسعي لنجاحه من قبل جميع أطرافه، فنجاحه يعني نجاح المجتمع وازدهاره وتطوره؛ لأن المجتمع رهين بأبنائه.