ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن بعد فشل الجيش الإسرائيلى فى تحقيق أهداف الحرب على قطاع غزة، تواجه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قرارًا ذًا تداعيات بعيدة المدى على إسرائيل والمنطقة هو احتلال قطاع غزة بالكامل.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الأربعاء، إن وسائل الإعلام الإسرائيلية تداولت في الأيام الأخيرة تكهنات بأن نتنياهو قد قرر بالفعل السيطرة على غزة بالكامل، على الرغم من معارضة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، وقد دافع بعض المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين علنا عن هذه الفكرة، بينما أصرت المعارضة السياسية الإسرائيلية على انتقادها.

وقال نتنياهو هذا الأسبوع إنه سيعقد اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لتوجيه الجيش بشأن كيفية تحقيق أهداف الحرب، وهي "هزيمة حماس وضمان عدم عودتها كتهديد لإسرائيل"، وتحرير الرهائن المتبقين، بينما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء إنه "لن يتدخل في خطط إسرائيل في غزة".

وبحسب الصحيفة، يأتي هذا التوقع المتزايد لتدخل إسرائيلي أكبر في غزة في الوقت الذي يحاول فيه قادتها إيجاد سبيل للمضي قدما، مع استمرار تعثر محادثات وقف إطلاق النار وعدم تحقيق أهداف الحرب الأولية. ويتطلع بعض اليمينيين المتطرفين إلى رؤية إسرائيل "تُكمل حملتها العسكرية".

ويقول منتقدو خطة الاحتلال داخل إسرائيل، ومعظمهم من اليسار والوسط، ولكن بعضهم أيضا من اليمينيين، إن على إسرائيل تركيز جهودها على تأمين وقف إطلاق النار لتحرير الرهائن المتبقين وتخفيف التكلفة الإنسانية المتزايدة للحرب، التي جعلت إسرائيل معزولة دوليا بشكل متزايد.

ونقلت الصحيفة عن محللين أمنيين إسرائيليين أنه من الناحية العسكرية، لن يكون من الصعب على الجيش الإسرائيلي غزو غزة، إذ تسيطر إسرائيل بالفعل على حوالي 75% من القطاع، و"لم يعد لدى حماس أي قوة عسكرية منظمة لتقف في طريقها"، على حد قولهم.

وترى وول ستريت جورنال أن التحدي بالنسبة لإسرائيل سيأتي بعد سيطرتها الكاملة على غزة، التي دُمرت مساحات كبيرة منها جراء القتال. فمن خلال احتلال القطاع، ستكون إسرائيل مسؤولة عن الحياة اليومية لسكانه البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، بما في ذلك الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والخدمات الصحية وجميع جوانب الحياة المدنية الأخرى. كما ستحتاج إسرائيل إلى قوة عسكرية كبيرة داخل غزة للحفاظ على الأمن.

ولفتت الصحيفة إلى أن الأمر سيكون مكلفا، إذ ستتكبد إسرائيل حوالي 35 مليار شيكل، نحو 10 مليارات دولار، لدفع رواتب الجنود وتمويل الخدمات المدنية في غزة، وفقا لدراسة أجراها البروفيسور إستيبان كلور، أستاذ الاقتصاد في الجامعة العبرية في القدس.

ويمثل هذا حوالي 2% من الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل الذي لم يُرصد له ميزانية. كما لا يشمل تكلفة إعادة بناء البنية التحتية في غزة، وهي فاتورة قد تضطر إسرائيل إلى تحملها إذا رفضت الدول المانحة المحتملة التعاون معها.

ويقول محللون أمنيون إسرائيليون إن نتنياهو ربما يستغل التهديد باحتلال غزة بالكامل للضغط على حماس لقبول شروط إسرائيل لوقف إطلاق النار.

وبحسب الصحيفة، يزعم مؤيدو السيطرة العسكرية الكاملة على غزة بأن ذلك سيُسبب ضررا قصير المدى، لكن فوائده طويلة المدى. ويقول هؤلاء إن إسرائيل ستمنع حماس من إعادة بناء نفسها في غزة، بعد 20 عاما من الهجمات المتواصلة من الحركة.