أثارت قاعدة غريبة وضعتها إحدى الشركات الهندية، جدلاً واسعاً على الإنترنت، بعد أن فرضت على موظفيها الذين حصلوا على أقل من 90% في اختبارات التدريب الداخلي، إعادة كتابة كامل محتوى الاختبار يدوياً 50 مرة، وذلك خارج ساعات العمل الرسمية وفقاً لما نشرته صحيفة «إيكونوميك تايمز».وبحسب منشور شاركه أحد الموظفين في منتدى «Reddit»، فإن إدارة الموارد البشرية أصدرت تعميماً يُلزم الموظفين بتنفيذ هذا الإجراء كجزء مما وصفته الشركة بـ«مبادرة لتعزيز الدقة والاتساق وزيادة التركيز».لكن القرار قوبل بموجة من الانتقادات والسخرية على منصات التواصل الاجتماعي، وشبه العديد من المستخدمين هذه السياسة بـ«عقوبات مدرسية» لا تتناسب مع بيئة عمل احترافية. وعبر آخرون عن استغرابهم من استمرار مثل هذه الممارسات في مؤسسات يُفترض أنها حديثة أو عاملة في قطاعات تقنية.وامتلأت التعليقات بردود فعل مستنكرة، إذ كتب أحد المستخدمين: «قضيت سنوات من الدراسة والاجتهاد، لأجد نفسي الآن أعامل كطالب يعيد الواجب عشرات المرات». بينما مازح آخر قائلاً: «من الأفضل أن أستعين بصديق ذي خط يد جميل ليقوم بالمهمة عني»وتخطت الانتقادات حدود السخرية، لتصل إلى تساؤلات جادة حول قانونية هذا النوع من الممارسات. وأشار عدد من الأشخاص إلى أن مطالبة الموظفين بالقيام بمهام إضافية خارج الدوام، دون أي تعويض مادي، تُعد انتهاكاً صريحاً لقوانين العمل في العديد من الدول. وسلط آخرون الضوء على ما وصفوه بـ «الثغرات القانونية» في بعض قوانين العمل الهندية، التي قد تتيح استمرار مثل هذه السياسات دون مساءلة.وذهب البعض إلى صياغة رسائل بريد إلكتروني ساخرة موجهة إلى قسم الموارد البشرية، مطالبين بتوضيح ما إذا كان سيتم احتساب ساعات العمل الإضافية أو صرف بدل عنها. وعلى الرغم من الطابع الفكاهي لتلك الرسائل، إلا أنها عكست شعوراً عاماً بالإحباط من طريقة تعامل بعض الشركات مع التدريب، وتحويله إلى شكل من أشكال العقاب.