بيروت: هيام السيد إلى جانب كونه ممثلاً، قرر الفنان اللبناني ميشال حوراني، خوض تجارب فنية جديدة من خلال الكتابة والإخراج، ولكن يبقى التمثيل هو الأهم بالنسبة إليه، مع أنه لا يرى أن هناك شيئاً ثابتاً في الحياة.. حوراني الذي خاض تجارب تمثيلية مختلفة في السينما والتلفزيون والمسرح يشدد على أهمية النهوض بالدراما المحلية وزيادة معدل الإنتاج، لتقديم عدد أكبر من الأعمال القادرة على فرض نفسها والمنافسة، كما يؤكد أهمية اختياره للأدوار، وهذا ما جعله يرفض عروضاً للمشاركة في أعمال معربة بسبب عدم اقتناعه بالأدوار التي عرضت عليه، كذلك يشير إلى مشاريع أخرى خاصة برمضان المقبل، ويعلن اعتزازه بفيلم «وادي المنفى» الذي حصد 10 جوائز عالمية.* ما هي الأسباب التي تقف وراء توجهك نحو الكتابة وما هو المشروع الذي بدأت به؟-أحضر حالياً لمشروع له علاقة بالكتابة، وأحاول أن أنجزه بهدوء وروية ولا يزال في مراحله الأولى، وأتواصل حالياً مع عدد من شركات الإنتاج داخل لبنان وخارجه لشرائه.. الكتابة مشروع طويل وعند الانتهاء منها يبدأ مشروع من نوع آخر وهو بيع النص، ولكنني لست على عجلة من أمري، ولابد أن تأتي لحظته في الوقت المناسب، وأعمل وفق الطريقة الأجنبية ووضعت الخطوط الرئيسية للنص، قسّمت الحلقات وكل شيء واضح على كافة التفاصيل: مسار المسلسل وحلقاته وحبكته وشخصياته، ولكن الحلقات ليست منجزة بانتظار الاتفاق مع الجهة المنتجة؛ لأنه يمكن أن يحصل أحياناً تعديل معين في الأحداث أو الشخصيات أو جنسيات الممثلين.* ما الحاجة إلى مزيد من النصوص والكتاب بما أنه لا توجد إنتاجات؟-لكي نتمكن من تأسيس دراما محلية يجب أن تكون هناك عجلة الإنتاج التي تتطلب وجود كم كبير من الأعمال تتنافس وتقدم الأفضل، وأنا أشكر صادقاً المنتج اللبناني الذي يبيع في الأسواق العربية، ويستثمر بالإنتاج المحلي ولو بإنتاجات قليلة جداً لكننا نطمع في زيادة الاستثمارات في الإنتاجات المحلية والطاقات المحلية؛ لأنه لا يمكن بناء الدراما اللبنانية بعمل أو عملين سنوياً أو بأعمال مشتركة في ظل غياب للإنتاجات المحلية.* هل سوف تراعي التوازن بين كتابة نص بمستوى راقٍ يراعي في الوقت نفسه الظروف التجارية للتسويق؟-هذا صحيح، المسلسل فيه تركيبة درامية جميلة وجديدة، ولديها مرجعية علمية هي علم النفس، وفي الوقت نفسه تتماشى مع متطلبات السوق العربية المشتركة.* إلى الكتابة.. أنت تحضر لعمل من إخراجك، وفي حال تميزت في هذين المجالين هل يمكن أن تتخلى عن التمثيل؟-الظروف تفرض نفسها، ولم يعد يوجد لدي تمسك أعمى بعملي كممثل.. أنا ممثل لكن هل يمكن ألا أهتم للتمثيل مستقبلاً؟ أنا لا أعرف، ربما نعم وربما لا، ولكنه المجال الأساسي في حياتي ولا أعرف إلى أين يمكن أن تأخذني الحياة.. هو ملعب متشابك وإذا أكملت في مجال الإخراج لسبب ما فلن أكون بعيداً عن مجال الكتابة، ولكنني لا يمكن أن أجمع بينه وبين التمثيل، بينما يمكن أن يجمع بين الكتابة والتمثيل؛ لأنني مقتنع بأن المخرج يجب أن يدير العمل من الخارج، وهو عندما يشارك فيه كممثل فلابدّ من أن يفقد شيئاً ما مع أن هناك نجوماً عالميين فعلوا ذلك مثل وودي آلن الذي جمع بين الإخراج والكتابة والتمثيل وتعتبر أعماله من أهم الأعمال السينمائية، والأمر ينسحب أيضاً على ميل جيبسون وغيرهما. عروض جديدة * هل من عروض تمثيلية جديدة؟-تلقيت عرضاً للمشاركة في مسلسل تركي معرب، ولكنني اعتذرت عنه لأن الدور لم يعجبني.. تجربة مسلسل «ستيليتو» كانت جيدة كبداية وانتشار، وعندما أكررها يجب أن يشدني الدور.. العمل في تركيا يحتاج إلى سفر وغياب، وإذا كان الدور عادي فلن أقبل به.* ولكنك تردد دائماً بأن الممثل هو الذي يصنع الدور؟-هذا صحيح، وهذا ما حصل في «ستيليتو»، ولكن لا يجوز أن أكرر الأمر نفسه؛ لأن الأعمال المعربة متشابهة، إضافة إلى أن حسابات التجربة التركية مختلفة وتشمل الوقت والمال والدور.. ما زلت على قناعتي بأن الممثل يصنع دوره، ولكن قياساً إلى عمري الفني وعمري الحقيقي أصبحت أكثر حرصاً على الحضور في الأعمال المتكاملة من كل النواحي نصاً وإخراجاً ودوراً وشاشة عرض، ومن بين ما يعرض عليّ، فإنني لا أساوم بناء على ما أفكر فيه، بل أعتمد استراتيجية معينة، وأنا مستمر فيها.. التمثيل هو المهنة التي أعيش من ورائها وأنا رب أسرة ولديّ مسؤوليات والممثل يجب أن يحافظ على مصدر دخله.* ماذا عن العروض الفنية الأخرى؟-فيلم «وادي المنفى» حصد 10 جوائز عالمية حتى وهو لا يزال يدور على المهرجانات، ويعدّ نجاحاً كبيراً لي ويسجّل اسمي كممثل لبناني في خريطة السينما العالمية، وهناك مشاريع تمثيلية لم يتم الاتفاق عليها بشكل رسمي حتى الآن، بل إن الأمر لا يعدو كونه كلاماً شفهياً؛ لأن الحديث عن التحضيرات للأعمال الدرامية الخاصة بشهر رمضان المقبل لن تحصل قبل شهرين، كما أنني سأحل ضيفاً في أكتوبر/تشرين الأول المقبل على مهرجان «أيام لبنان السينمائية» في كندا، وسوف أشارك في جولة مع الجالية اللبنانية في كندا لإطلاق الدورة الأولى من هذا المهرجان.