الشارقة: سارة المزروعي

هل تعلم أن التانينات مركبات نباتية طبيعية ذات نكهة مميزة، إلا أن دورها الصحي أبعد من ذلك بكثير، فهي تعمل كمضادات أكسدة قوية تقي الخلايا من التلف وتدعم القلب والجهاز المناعي، كما أنها تسهم في تقليل الالتهابات وحماية الأوعية الدموية.
يمكن التعرف إلى الأطعمة الغنية بالتانينات من خلال مذاقها المائل إلى المرارة أو القابض، فكلما كان الطعم أكثر وضوحاً، ارتفعت احتمالية احتوائها على هذه المركبات، ومن أبرز الأمثلة القرنفل والقرفة التي تُستخدم كتوابل عطرية، إضافة إلى الحبوب الكاملة مثل الشعير والدخن، كما تُعد القهوة من المصادر الرئيسية للتانينات، لاسيما عند تحضيرها بطرق تقليدية قوية مثل القهوة التركية، حيث يزداد تركيزها ويظهر تأثيرها بشكل أوضح في المذاق والفوائد.
هل تعلم أن التانينات ليست صنفاً واحداً، بل عائلة متنوعة من المركبات، مثل الهيدروكسيل تانيك أسيد والكاتشينات الموجودة في الشاي الأخضر، ولكل منها أثر مختلف في الجسم؟ المدهش أن هذه المواد ترتبط بالبروتينات في الفم، وهو ما يسبب الإحساس بالجفاف بعد كوب شاي قوي، لكنها في الوقت ذاته قد تسهم في الحد من نمو البكتيريا المسببة للتسوس والتهابات اللثة.
وهل تعلم أن التانينات تلعب دوراً في صحة الأمعاء أيضاً؟ فهي قادرة على ضبط توازن الميكروبات، إذ تحد من تكاثر البكتيريا الضارة وتمنح البكتيريا النافعة فرصة للانتعاش، ما ينعكس إيجاباً على الهضم والمناعة. وليس هذا جديداً تماماً، فقد استُخدمت قشور غنية بالتانينات في الطب التقليدي لعلاج الإسهال وتهدئة التهابات الجلد بفضل خصائصها، وفي بعض الممارسات الصحية الشعبية، يُستخدم الشاي الأسود مع الليمون الأسود المر كمشروب أو كغرغرة للحلق، بهدف التخفيف من الاحتقان والمساعدة على طرد البكتيريا المسببة له.
لكن ما قد لا يعرفه الكثيرون أن لهذه المركبات تأثيراً في امتصاص بعض المعادن، مثل الحديد والزنك، عند تناولها مع الوجبات مباشرة؛ لذا ينصح الخبراء بالاستمتاع بالشاي أو القهوة بين الوجبات، لضمان الاستفادة من فوائدها المذهلة دون خسارة العناصر الغذائية الأساسية.