على ساحل الريفييرا الفرنسية، أطلقت إحدى مدارس الهندسة المرموقة مخيماً صيفياً لتحفيز الفتيات على التوجّه نحو المهن العلمية، التي لا تزال الإناث يشكلن أقلية فيها.
في مدرسة صوفيا أنتيبوليس ذات الحرم الواسع المُحاط بالأشجار والواقعة جنوب شرق فرنسا على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، أمضت 30 فتاة تتراوح أعمارهنّ بين 14 و17 عاماً عشرة أيام في تناوب بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي والاسترخاء.
الفتيات اللواتي غالباً ما يشعرن بالعزلة أو بعدم فهم صديقاتهنّ لهنّ، والمهمشات في بعض الأحيان، أو اللواتي لا يتلقين التحفيز الكافي في الصفوف، أخذن الوقت للتعامل مع أنفسهن بجدية. وتنبع هذه المبادرة من ملاحظة تتمثل في ندرة النساء في المهن العلمية في فرنسا، وهي ظاهرة آخذة بالتزايد، ففي مدرسة المناجم في باريس (PSL)، انخفضت نسبة الشابات في دفعات الخريجين من 22% إلى 16% خلال السنوات الأخيرة.
وتُجمع كل الدراسات العالمية على أنّ الفتيات والفتيان لديهم القدرات نفسها في التعامل مع الأرقام قبل دخول المدرسة، وأنّ أي تفاوت لاحق في هذه المهارات يعتمد على الثقافات وظروف الاختبارات، بحسب تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وتوضح ساندرين سيلوس، الباحثة في مركز الرياضيات التطبيقية، أحد مختبرات الأبحاث الكثيرة في الحرم الجامعي والتي تُدير هذا المخيم المجاني «نحن هنا لتحفيزهنّ».
ونظراً إلى عملية الاختيار الضرورية من بين أكثر من 200 طلب ترشيح، كانت الفتيات اللواتي تم اختيارهنّ ونصفهنّ من مدارس في الشبكة التعليمية ذات الأولوية (REP) أو من برامج دعم مختلفة، متحمسات منذ البداية. لكن بعد عشرة أيام أمضتها الفتيات معاً، أبدين اندهاشاً من مدى المتعة التي حصلن عليها خلال التعلّم والتبادل والنقاش مع بعضهنّ ومع الباحثات اللواتي رافقنهنّ.
وتقول مادلين (16 عاماً) المتحدرة من أورليان في وسط فرنسا «هناك الكثير من المتحدثين الذين يحضرون للتكلّم عن العلوم في المدرسة الثانوية، لكن دائماً ما يكونون من الرجال»، مضيفة «من الجيد رؤية النساء. نقول لأنفسنا إنّ ذلك ممكن لنا أيضاً».
وتعلّمت جانّ (15 سنة) أنّ المسارات المهنية «لا تسير بالضرورة في اتجاه واحد». فدراسة الاقتصاد قد تقود إلى مجال الرياضيات، ويمكن للباحث أن ينتقل من الأقمار الاصطناعية العسكرية إلى الطاقة الشمسية، هذا يُشعر نهاد (17 عاماً) الآتية من مراكش بالراحة، وتقول «ليس من الضروري أن تكون لدينا فكرة واضحة منذ البداية».
أما اللواتي كُنّ يمتلكن أفكاراً واضحة مسبقاً، فقد خرجن من التجربة باندفاع أكبر. وتقول فلورانس (17 عاماً) الآتية من مدينة ليل في شمال فرنسا، بحماسة «أرغب في أن أصبح طبيبة، والآن أقول لنفسي إنّ بإمكاني أيضاً أن أُنجز أطروحة إضافية، لأتوجّه نحو المجال الطبي الحيوي أو الهندسة الطبية».
وينبع الاندفاع أيضاً من شعورهنّ بالرضا لإجراء تجارب ناجحة بأنفسهنّ، مع أنّ بعض الغيوم عطلت ورشة لتصنيع فرن شمسي.
وتعلّمت كلير (16 عاماً) كيفية استخدام لغة البرمجة «بايثون» لمقارنة حلول تقنية مختلفة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في القطاع الصناعي. تقول الفتاة مازحة: «إذاً، البرمجة مفيدة لأشياء أخرى غير ثعابين تأكل التفاح كما نفعل في المدرسة».
بعد أن توطدت الروابط بين المشاركات، أكّدن عزمهن على مواصلة التواصل والتعاون بينهنّ. وبما أن المدرسة تخطط لتكرار التجربة مستقبلاً، تقول سيلوس «لماذا لا ننشئ شبكة للفتيات المشاركات تمتد إلى الأجيال المقبلة؟».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.