فاز فيلم «صوت هند رجب» بجائزة الأسد الفضي في الدورة الثانية والثمانين لمهرجان البندقية، الذي اختتمت فعالياته، مساء السبت. وتسلمت مخرجته التونسية كوثر بن هنية الجائزة وسط تصفيق حار من الحضور.
ويستند الفيلم إلى أحداث واقعية مؤلمة عن مقتل طفلة فلسطينية في الخامسة من عمرها خلال الحملة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
وقالت كوثر بن هنية «لا يمكن للسينما أن تُعيد هند إلى الحياة وتمحو الفظائع التي ارتُكبت بحقها»، لكنها «قادرة على حفظ صوتها لأن قصتها ليست لها وحدها، بل هي قصة مأساوية لشعب بأكمله يعاني إبادة جماعية ترتكبها حكومة إسرائيلية مجرمة تتصرف بإفلات من العقاب».
وفاز فيلم «أب، أم، أخت، أخ» الكوميدي للمخرج الأمريكي جيم جارموش، والذي يتناول موضوعات الأسرة والشيخوخة، بجائزة الأسد الذهبي.
واختارت لجنة التحكيم بقيادة ألكسندر باين الممثلة الصينية شين تشيلي أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «The Sun Rises on Us All» للمخرج كاي شانغجون.
وفاز الممثل الإيطالي توني سيرفيلو بجائزة أفضل ممثل عن تجسيده دور رئيس في نهاية ولايته في فيلم «لا غراتسيا» للمخرج باولو سورينتينو.
وحصل بيني سافدي على جائزة أفضل مخرج عن فيلمه السيرة الذاتية لمارك كير في الفنون القتالية المختلطة «The Smashing Machine».
وقال بيني سافدي «لم أكن أتوقع أبداً أن أكون هنا، أن أكون هنا بين العمالقة فهذا أمر يذهلني حقاً».
وتم تكريم فاليري دونزيلي وجيل مارشان بجائزة أفضل سيناريو عن دراما اقتصاد الوظائف المؤقتة «At Work»، وهو فيلم فرنسي يدور حول مصور فوتوغرافي ناجح يتخلى عن كل شيء للتركيز على الكتابة، وينتهي به الأمر في الفقر.
وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى المخرج الإيطالي جيانفرانكو روسي عن فيلمه الوثائقي الغنائي «تحت الغيوم» عن نابولي.
ونالت الممثلة السويسرية لونا ويدلر جائزة مارسيلو ماستروياني، التي تذهب إلى أفضل ممثلة شابة، عن دورها في فيلم «الصديق الصامت»، وهو قصة شعرية من ثلاثة أجزاء عن شجرة في مدينة جامعية من العصور الوسطى في ألمانيا.
الساعات الأخيرة
قبل حفل ختام المهرجان، أكدت كوثر بن هنية أن «صوت هند رجب» يرمي لإظهار حجم «الوحشية» التي تشهدها غزة عبر الإضاءة على الساعات الأخيرة في حياة طفلة قُتلت في القطاع برصاص جنود إسرائيليين.
واستخدمت كوثر بن هنية تسجيلات الاتصالات الحقيقية للطفلة ونداءات الاستغاثة التي أطلقتها، في فيلمها الذي تدور أحداثه بالكامل في مركز اتصال لخدمات الطوارئ. وقد حرّك هذا الصوت الرأي العام العالمي عندما نُشرت التسجيلات عبر الإعلام. وفي ذلك الوقت، قالت المخرجة الفرنسية التونسية إنها شعرت «بغضب ويأس شديدين»، لكنها تساءلت أيضا «ماذا عساي أفعل؟».
وأضافت مخرجة «بنات ألفة» الذي رُشح لجائزة أوسكار عام 2024 «يُنظر إلى سكان غزة، والفلسطينيين عموماً، دائماً كمشتبه فيهم قبل أن يكونوا ضحايا».
وأدى عرض الفيلم، الأربعاء الماضي، بحضور الزوجين الهوليووديين خواكين فينيكس وروني مارا، وكلاهما منتجان منفذان، إلى تأثر كبير تجلى ببكاء الجمهور الذي صفّق لثلاث وعشرين دقيقة متواصلة، وهو أمر غير مسبوق في المهرجان. كما قرر براد بيت الذي شاهد الفيلم تقديم دعمه، وكذلك فعل جوناثان غليزر، مخرج فيلم «ذي زون أوف إنترست» الحائز جوائز أوسكار. وسرعان ما تلقى هؤلاء تهديدات، وفق المخرجة.
وقالت كوثر بن هنية، «خلال اليومين الماضيين، غُمرت صناديق بريد منتجي عملي، بينهم أسماء أمريكية شهيرة مثل براد بيت وخواكين فينيكس، بالآلاف» من رسائل البريد الإلكتروني. وأشارت إلى تلقي نصّ «طويل جداً ومخيف»، مضيفة أن هذه ربما كانت «البداية فقط».
واختير الفيلم لتمثيل تونس في السباق لجوائز الأوسكار لعام 2026.
وأوردت كوثر بن هنية أن العرض الأول في البندقية وإمكان ترشيح الفيلم لجوائز الأوسكار «مهمان للغاية لأن ذلك يوفر بالنسبة لفيلم كهذا تغطية إعلامية واسعة. وأريد أن يُشاهَد الفيلم في جميع أنحاء العالم».
من المقرر عرض الفيلم الروائي في 17 سبتمبر الجاري في تونس، ولكن لم يُحدد موعد عرضه في أوروبا بعد. في المقابل، لم يجد العمل بعد أي موزع في الولايات المتحدة حتى الآن.
ومن خلال توزيعه على أوسع نطاق ممكن، تريد كوثر بن هنية «أن تُعطي وجهاً لهذه الفتاة الصغيرة، وكذلك لعمال الهلال الأحمر». وقالت «من خلال هذه القصة، يُمكننا إدراك هول ووحشية ما يحدث» في غزة.
وحرصت المخرجة على أن تُظهر في عملها شاطئ غزة تحديداً، لأن والدة هند رجب (التي تظهر في نهاية الفيلم) «أخبرتها بأنها كانت تُحب» الذهاب إلى هناك.
وأعربت والدة هند رجب عن «مباركتها» لإنتاج الفيلم، آملة أن «يظل صوت ابنتها خالداً في الذاكرة».
وتحدث عناصر الهلال الأحمر طويلاً مع الممثلين الفلسطينيين الذين أدوا أدوارهم على الشاشة في الفيلم الذي صُوّر في تونس.
من المقرر أن يُواصل الفيلم رحلته، إذ يُعرض في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في كندا، ثم في مهرجانات لندن (بريطانيا) وسان سيباستيان (إسبانيا) وبوسان (كوريا الجنوبية).
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.