كشفت دراسة أجراها علماء من معهد القياسات الصحية والتقييم في كلية الطب بجامعة واشنطن، بالتعاون مع شبكة دولية من الباحثين، أن عدداً كبيراً من المصابين بمرض السكري حول العالم لا يزالون دون تشخيص أو لا يتلقون الرعاية المثلى، رغم التقدم المسجل خلال العقدين الماضيين.
ووفقاً للتحليل الذي شمل بيانات من 204 دول ومناطق للفترة الممتدة من عام 2000 حتى 2023، فإن 44% من الأشخاص البالغين (15 عاماً فما فوق) ممن يعيشون مع مرض السكري غير مُشخصين، ما يعني أنهم لا يعلمون بإصابتهم.
ورصدت الدراسة تفاوتات حادة بين المناطق الجغرافية في ما يتعلق بالتشخيص والعلاج. وسجلت أمريكا الشمالية ذات الدخل المرتفع أعلى نسب في التشخيص، بينما حازت منطقة آسيا والمحيط الهادئ ذات الدخل المرتفع أعلى معدلات تلقي العلاج بين المُشخصين. أما أمريكا الجنوبية، فتصدرت في معدلات الإدارة المثلى لسكر الدم بين المرضى الذين يتلقون العلاج. في المقابل، أظهرت البيانات أن منطقة وسط إفريقيا تعاني أكبر فجوة في التشخيص، إذ لا يعلم سوى أقل من 20% من المصابين بالسكري بحالتهم.
وحذرت لورين ستافورد، المؤلفة الرئيسية للدراسة، من أن مرض السكري قد يتحول إلى «وباء صامت»، مشيرة إلى توقع أن يصل عدد المصابين بالمرض إلى 1.3 مليار شخص بحلول عام 2050، ما لم تُتخذ إجراءات جدية لتعزيز التشخيص والعلاج.
وأكدت الدراسة على ضرورة الاستثمار العاجل في برامج الفحص المبكر، خاصة بين الفئات الأصغر سناً، إلى جانب تحسين الوصول إلى الأدوية وأدوات مراقبة الغلوكوز، لا سيما في المناطق ذات الخدمات الصحية المحدودة.
وكانت منظمة الصحة العالمية حددت في 2022 هدفاً يقضي بتشخيص 80% من المصابين بالسكري بشكل سريري بحلول عام 2030.