تراجع مستوى نهر الفرات في الأسابيع الأخيرة إلى «أدنى مستوياته»، في وقت يعاني العراق جفافاً يلحق به أسوأ أزمة شح مياه في تاريخه الحديث.وتباطأ تدفق الفرات بشكل كبير في جنوب العراق خصوصاً، ما قد يؤدي إلى تفاقم تلوث المياه وتمدّد الطحالب ونبتات أخرى تهدد بانسداد المجاري المائية.ومنذ سنوات، يعاني العراق البالغ عدد سكانه أكثر من 46 مليون شخص، جفافاً شديداً وارتفاعاً في درجات الحرارة وتراجعاً في معدل المتساقطات.وقال حسن الخطيب، الأستاذ في جامعة الكوفة «يسجل نهر الفرات خلال الأسابيع الأخيرة أدنى مستوياته منذ عقود، وتراجع جريانه إلى حد كبير خصوصاً في المنطقة الجنوبية».ورأى أن ذلك «يفاقم أزمة التلوث ويربك النظام الحيوي المائي في النهر، من خلال اتساع وكثافة انتشار الطحالب، التي من شأنها أن تؤثر في الحياة داخل النهر، فضلاً عن بروز تأثير أكبر لنبات زهرة النيل».ونبّه خالد شمال، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، إلى أن العراق «لديه اليوم أقل مخزون مائي في تاريخه» و«يتلقى أقل من 35% من الحصة المائية التي يُفترض أن يتسلمها» من دجلة والفرات. وتقول السلطات إن ذلك يُرغمها على إطلاق كميات مياه من السدود تكون أكبر من تلك التي يتلقاها البلد.وتراجع الاحتياطي المائي في السدود والخزانات الذي يقلّ اليوم عن 8% من طاقة التخزين، من نحو 10 مليارات متر مكعّب في نهاية مايو إلى 8 مليارات متر مكعّب في مطلع سبتمبر، وفق السلطات.وأشار الخطيب إلى أن إطلاق المياه من الاحتياطيات القديمة لتغذية النهر أدى إلى انتشار الطحالب التي تمتص الأكسجين من الماء وتعرض الحياة المائية للخطر. وحذرت وزارة البيئة العراقية الأحد من أن انخفاض منسوب الفرات في محافظة كربلاء قد يُفاقم التلوث البكتيري.