ترتبط النوبات القلبية عادة بألم شديد وضاغط في الصدر، لكن هناك نوعاً آخر يتسلل بصمت، وهو النوبة القلبية الصامتة. تحدث هذه الحالة عندما يتوقف تدفق الدم الغني بالأوكسجين إلى القلب، لكنها تمر بأعراض خفيفة أو لا تظهر أي أعراض على الإطلاق، وقد يكتشفها كثير من المرضى لاحقاً، بعد أسابيع أو أشهر، لتكون المفاجأة أنهم مروا بالفعل بأزمة قلبية تركت أثرها على عضلة القلب. ما هي النوبة القلبية الصامتة؟ يقول الأطباء إنها نوبة قلبية لا تترافق بأعراض تقليدية أو تحمل علامات يربطها الناس عادة بالقلب، حيث قد يشعر المصاب بأعراض تشبه الإنفلونزا، عسر الهضم، تعب غير مبرّر، أو آلام في الظهر والفك والذراع، فيظن أنها حالات عابرة، لكن الضرر الذي يلحق بعضلة القلب يعادل الضرر الناتج عن النوبة القلبية الواضحة. كيف تحدث النوبة القلبية الصامتة؟ السبب الأكثر شيوعاً هو مرض الشريان التاجي الناتج عن تراكم اللويحات الدهنية التي تضيق مجرى الدم، بحسب عيادات كليفلاند. كذلك قد يؤدي تكون جلطة دموية فوق الترسبات إلى توقف تدفق الدم نهائياً، لتحدث النوبة القلبية الصامتة. وفي بعض الحالات، يحدث تشنج في الشريان التاجي أو إصابة بجدار الشريان، كما قد تقع النوبة أثناء النوم، أو بعد مجهود جسدي أو ضغط نفسي شديد. الفئات الأكثر عرضة لخطر النوبات القلبية الصامتة تقدر دراسات طبية أن 22 إلى 60% من النوبات القلبية تكون صامتة، وهي أكثر شيوعاً بين النساء، كما ترتفع نسبتها بين مرضى السكري. وهناك عوامل خطر إضافية قد تؤدي للإصابة بالنوبات، منها: السمنة، قلة النشاط البدني، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول، التدخين، التوتر المزمن، والإصابة السابقة بمضاعفات مثل تسمم الحمل أو العدوى، بما فيها «كوفيد-19». المضاعفات المحتملة للنوبات الصامتة التأخر في التشخيص قد يضاعف المخاطر، ويؤدي إلى عدة مضاعفات منها اضطرابات في نظم القلب، فشل قلبي مزمن، ارتفاع خطر الإصابة بسكتة دماغية إقفارية أو حتى الوفاة المفاجئة في بعض الحالات. وغالباً يُكتشف الأمر متأخراً خلال فحوص روتينية، أبرزها: تخطيط القلب، فحوص الدم، تصوير القلب بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية، القسطرة القلبية وفحص الشرايين، اختبار الجهد القلبي. كيفية علاج النوبات القلبية يجب التدخل العاجل في الطوارئ، الذي يشمل إعطاء الأدوية المذيبة للجلطات ومراقبة القلب. وقد يتم اللجوء إلى القسطرة وتركيب الدعامة أو جراحة تحويل مسار الشريان عند الضرورة. كما يتم اتباع برنامج دوائي طويل الأمد، يشمل مضادات التجلط، أدوية خفض الكوليسترول، حاصرات بيتا، وأدوية ضغط الدم، مع التأهيل القلبي لتدريب المريض على نمط حياة صحي. ويشدد الأطباء على أن الفحص الدوري هو خط الدفاع الأول ضد النوبات القلبية الصامتة، عن طريق السيطرة على عوامل الخطر مثل ارتفاع الضغط، السكري، الكوليسترول، و ضرورة الانتباه إلى العلامات الخفيفة التي قد تنقذ حياة المريض قبل فوات الأوان.