هتف طاقم سفينة «سي إيجل»، عندما ظهر كائن رخوي يتلوى خارجاً من وعاء بلاستيكي بعد انتشاله من قاع البحر في شمال اليونان. ومد الأخطبوط، الذي كان قبل لحظات محاصراً داخل مصيدة غير قانونية، أذرعه على طولها قبل أن يعيده منقذوه إلى مياه بحر إيجة، ليعود طليقاً في أعماق البحر. وكان هذا الأخطبوط من بين المحظوظين؛ فمنذ مطلع يوليو الماضي، انتشل متطوعو منظمة «سي شيبرد»، المدعومة من السلطات المحلية، آلاف المصائد غير القانونية وأنقذوا أكثر من 1500 أخطبوط، في محاولة لوقف الصيد الجائر الذي يهدد هذا الكائن البحري، وقد يسهم بشكل غير مباشر في تفاقم تلوث البحار اليونانية. ومع ذلك، يقدر الناشطون والسلطات أن ما يصل إلى نصف مليون مصيدة أخطبوط لا تزال ترقد في قاع البحر شمال اليونان، لتلبية الطلب المتزايد على هذا الكائن. وقال القبطان أليكس كورنيليسن الرئيس التنفيذي لمنظمة «سي شيبرد» خلال إحدى الرحلات البحرية «الأرقام مذهلة حقاً»، في إشارة إلى الكم الهائل من المصائد التي تم انتشالها. ويستدرج الصيادون فرائسهم عبر وضع أوانٍ مثقلة بالحجارة في قاع البحر. وتُشبه هذه المصائد الجحور والصخور التي عادة ما تلجأ إليها أنثى الأخطبوط لحماية بيضها. وتُربط هذه المصائد بحبال طويلة متصلة بعوامات صغيرة. ويُحظر استخدام هذه الطريقة أو يقيد استخدامها خلال موسم تكاثر الأخطبوط في الصيف في شمال اليونان. وبدلاً من استعادة المصائد في نهاية يونيو وإعادة نشرها في أكتوبر، يواصل بعض الصيادين إضافة المزيد منها منذ سنوات. وانتشل طاقم سفينة «سي إيجل» 288 كيلومتراً من الحبال المتصلة بالمصائد.