ضمن مبادرة «حياكم في العين»، نظمت دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، جولة لعدد من الإعلاميين من وسائل إعلام محلية وخليجية للتعريف بمعالم منطقة العين الثقافية والتاريخية باعتبارها منارة للثقافة والتراث الإماراتي العريق، تجمع بين الماضي العريق والحضارة والرقيّ والجمال، ووجهة مفضلة للتجديد والاستجمام بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية.
أيام عدة قضاها الإعلاميون في ربوع منطقة العين استمتعوا خلالها بالطبيعة الخلابة وجماليات المنطقة وحضارتها ورقيّها التي برزت في امتزاج التاريخ والثقافة بالحضارة مع المحافظة على الطابع التراثي للمدينة، وتعرفوا خلالها على ثقافة المجتمع المحلي وتاريخه العريق وحضارته التي شملت مختلف جوانب الحياة.
مركز القطارة للفنون منصة تجمع المبدعين
خلال الجولة زار الوفد عدداً من المواقع التاريخية والثقافية والسياحية شملت واحة العين، وقلعة الجاهلي، وقصر المويجعي، وبيت محمد بن خليفة، ومركز القطارة للفنون، ومتنزه جبل حفيت الصحراوي، ووادي أدفنشر، واختتمت الجولة بزيارة منتجع تلال العين الذي تمتزج فيه الفخامة والرقي مع طبيعة الحياة الصحراوية وجمالياتها وكرم الضيافة الإماراتية.
وزار الإعلاميون بيت محمد بن خليفة ليعود بهم إلى مرحلة تاريخية تعود إلى عام 1958 وهي الفترة الزمنية التي تم خلالها تشييد البيت الذي يعود إلى المغفور له الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان، وهو شخصية بارزة في تاريخ الإمارات. واطّلعوا على قصة البيت وتطوره، والتغيرات التي طرأت على المنطقة المحيطة به على مدار الستين عاماً الماضية، ويُعد البيت معلماً ثقافياً مهمّاً في العين، ويجسد التراث المعماري والتاريخي للمنطقة وتم ترميمه بعناية ليحافظ على تصميمه المعماري المميز، كما تم إعداده ليكون مركزاً مجتمعياً مفعماً بالحياة، ومعرضاً دائماً يحتفي بالتحول الاجتماعي والمعماري إلى الحداثة في الإمارات خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
وفي اليوم التالي زار الإعلاميون قلعة الجاهلي والتي هي إحدى أكبر القلاع في الإمارات، إذ بُنيت في أواخر القرن التاسع عشر للدفاع عن المدينة وحماية واحات النخيل، وتم ترميمها بأسلوب جميل ومميز، واطّلعوا على أرجاء القلعة والمعرض الدائم المخصص للرحالة البريطاني ويلفريد ثيسيجر، الذي عبر صحراء الربع الخالي مرّتين في أربعينيّات القرن العشرين. وانتقل بعد ذلك الإعلاميون لزيارة قصر المويجعي الذي يعتبر شاهداً حياً على مرحلة مهمة من تاريخ الإمارات، ويمثل نموذجاً راقياً لفن العمارة المُعتمدة على البناء بالطوب اللبن مطلع القرن العشرين. وشهد القصر ولادة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث أمضى أكثر أيام الصِبَا في هذا القصر ينهل من فكر والده الباني المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورؤيته الثاقبة، ويتعلم منه الحكمة والقيادة الرشيدة. يتميز القصر بهيكله المربع والزوايا البارزة وبوابة المدخل الكبيرة، وخضع لعملية ترميم دقيقة للحفاظ على أصالته وأهميته التاريخية، وتروي قاعة المعرض الموجودة في فناء قصر المويجعي والمُحاطة بجدران زجاجية، قصة القصر وسكانه.
أنشطة إبداعية
عبّر الإعلاميون خلال زيارة مركز القطارة للفنون عن إعجابهم باتساع نطاق المواقع التاريخية والثقافية في منطقة العين، بشكل عام ومركز القطارة للفنون بشكل خاص مشيرين إلى ثراء وتميز المشهد الفني والثقافي في المركز وما يوفره من منصة تجمع المبدعين ومحبي الفنون للمشاركة في العديد من المجالات والأنشطة الإبداعية.
واستمتع الزوار بتجربة جميع الأنشطة، ولمسوا مدى اهتمام الموقع بإبراز أعمال الفنانين الإماراتيين من خلال تخصيص صالة عرض واستوديوهات لتعليم الموسيقى والحرف اليدوية وفنون الفخاريات والخط العربي والرسم والتلوين. واحتضانه في نفس الوقت لمعرض القطارة للآثار الذي يسلط الضوء على الاكتشافات الأثرية في المنطقة.
وتوجّه الزوار نحو متنزه جبل حفيت الصحراوي الذي اعترفت «يونيسكو» عام 2011 بمنطقة المنتزه التي تمتد على مسافة 9 كيلومترات باعتبارها مكوناً حيوياً ضمن مواقع التراث العالمي في العين، وقضى الإعلاميون خلال الزيارة أوقاتاً ممتعة بين أحضان الطبيعة الجبلية ومشاهدة مواقع تاريخية ومشاهدة منظر خلاب لغروب الشمس.
وأتاحت زيارة المتنزّه الذي يقع عند سفح جبل حفيت الصحراوي، فرصة ممارسة العديد من الأنشطة منها التجول في المنتجع البيئي الذي يقدم قائمة متنوعة من خيارات الإقامة والتخييم ومناطق ألعاب الأطفال وزيارة مواقع أثرية عبارة عن بقايا تعود إلى العصر الحجري الحديث، ومدافن جبل حفيت التي ترجع إلى ما يزيد على 5 آلاف عام إلى جانب الأنشطة الخارجية بما فيها المشي وركوب الدراجات ومراقبة الحياة البرية.
وحرصت دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، خلال الزيارة على تضمينها لعدد من الفعاليات الترفيهية التي تعكس شمولية الفعاليات التي توفرها منطقة العين للأهالي والسيّاح والتي من الممكن الاستمتاع بها طوال اليوم، وطغت أجواء المرح خلال زيارة وادي أدفنشر بالعين الواقع على سفوح جبل حفيت والذي يعد وجهة عائلية زاخرة بالمغامرات والألعاب المائية.
وفي اليومين الأخيرين للزيارة توجّه الوفد إلى منتجع تلال الصحراوي الواقع في منطقة رماح على الطريق الممتد ما بين منطقة العين وأبوظبي، والذي يعتبر موقعاً يعكس جمال الطبيعة الصحراوية والحياة البرية ويوفر فرصة لممارسة وتجربة أنشطة تسهم في اكتشاف الثقافة المحلية في أجواء وصفها الإعلاميون بالخيالية المحاطة بالرفاهية والفخامة الممزوجة بالتراث والحضارة.
قصر المويجعي نموذج للعمارة المُعتمدة على الطوب
الزراعة التقليدية
جذبت المواقع الثقافية والتاريخية أنظار الإعلاميين لما تحظى به من جماليات تعكس عراقة وتاريخ الإمارات ومنها واحة العين التي تعتبر أول منطقة مدرجة ضمن قائمة «يونيسكو» لمواقع التراث العالمي في الإمارات، وسلّط مركز الزوار في الواحة الضوء على كيفية عمل الواحة والتدابير التي تم اتخاذها لضمان استمرار ممارسة أساليب الزراعة التقليدية، وصون نظامها البيئي التاريخي في المستقبل من خلال مقاطع الفيديو والمعارض التفاعلية.
واستمتع الزوار بجولة بين أحضان الممرات المظللة ومزارع النخيل والأشجار الوارفة والحدائق الغنّاء خلال زيارة الواحة التي تحتضن الآلاف من أشجار النخيل والتي تُزرع بالاعتماد على نظام الري القديم «الأفلاج».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.