البخل صفة مذمومة وغير محببة منذ أقدم العصور والإسلام يدعو للبعد عن هذه الصّفة من خلال القرآن والأحاديث والبخل قد لا يكون مالاً فقط، فكتم العلم بخل كذلك وأيّ شيء يمسك فيه المرء عن الإنفاق أو العطاء يُدرَجُ تحت مسمّى البخل، كما أنّه عكس الكرم، تلك الصّفة المحببة لدى الجميع، صغاراً وكباراً، ذكوراً وإناثاً وتبحث عنها النّساء خاصةً على أن تكون صفة الكرم من شيم الزّوج، طبعاً إضافةً للصّفات الأخرى، كما أنّ صفة الكرم تعطي الرّجل خمسين درجة إيجاباً، أمّا صفة البخل فتأخذ خمساً وسبعين درجة سلباً، فالبخل ينفّر الأقارب قبل الغرباء، كما أنّ الزّوج إن كان بخيلاً ولا يصرف على بيته ولا يقوم بواجباته تجاه أسرته فمن سيقوم مكانه وزوجته ممن ستطلب المال لشراء حاجيات الأولاد ومستلزمات المنزل وستتحول حياتها لجحيم وفقر مدقع رغم توفر المال، إلّا أنّ البخل هنا قام مقام القفل الذي لا يسمح بفتح الباب وقد تصل درجة البخل إلى تردّد الشّخص في تقديم المساعدة مخافة أن يضّطر لبذل المال لشراء شيء ما أو في سبيل المساعدة، سواء أكانت هذه المساعدة ماديّة أم عينيّة وبالتّالي يؤثر ذلك في علاقاته الاجتماعيّة بالشّكل السّلبي وقد انتشرت مقولة تحثّ النّاس على الابتعاد عن البخيل وعدم تزويج الفتاة لزوج بخيل وهي:(زوّج ابنتك كريماً فاسقاً ولا تزوّجها بخيلاً عابداً)، فالفاسق قد يستقيم ويعين أبناءه على برّه، أمّا البخيل فلا يترك بخله ولا يعين أبناءه على برّه.نستنتج ممّا سبق أنّ البخل نقيصة من النّقائص، تدمّر الإنسان وتبعده عن مكارم الأخلاق وتؤدي لسوء الظّن بالله مخافة إن صرف شيئاً من ماله سينقص ولابدّ من معالجة البخيل باللّجوء إلى الله تعالى وإدراك أنّ الإنفاق لا ينقص المال، فالله هو الرّزاق ولذلك علينا جميعاً الابتعاد عن البخلاء ومجالسة الكرماء.