في أقصى غرب ويلز، وتحديداً بقلب منطقة بيمبروكشاير ذات الطبيعة الساحرة، تقع سانت ديفيدز، أصغر مدينة في المملكة المتحدة من حيث عدد السكان، لكنها واحدة من أغنى المدن من حيث الجمال الطبيعي والعمق التاريخي.وتحمل المدينة اسم رجل دين، وتجمع بين الطابع الريفي الهادئ ومبانٍ حجرية عتيقة وشوارع مرصوفة تضفي عليها لمسة من عبق الماضي.ورغم أنها لا تحظى بشهرة سياحية كبيرة مقارنة بمدن بريطانية أخرى، فإن هذا ما يمنحها ميزة فريدة، فهي ملاذ هادئ بعيد عن الزحام، مثالية للباحثين عن الاسترخاء وسط مناظر طبيعية خلابة. وجهة البحر والمغامرة يُعد شاطئ وايت ساندز من أبرز المعالم السياحية، حيث تلتقي الرمال البيضاء الناعمة مع أمواج الأطلسي الصافية. الشاطئ معروف بكونه من أفضل مواقع ركوب الأمواج في ويلز، ويجذب كذلك العائلات والباحثين عن نزهات على الشاطئ أو بناء القلاع الرملية.تمتد خلف الشاطئ مسارات للمشي على طول المنحدرات الساحلية، تُوفر إطلالات بانورامية على المحيط، وتُتيح فرصة لاكتشاف الخلجان الصغيرة والمخابئ الطبيعية بين الصخور. شاطئ بورثميلغان على بُعد مسافة قصيرة سيراً من وايت ساندز، يقع بورثميلغان، شاطئ ناءٍ يخلو من البنية التحتية السياحية، لكنه يعوض زواره بجماله الخام وهدوئه الباعث على التأمل.يبعد نحو 20 دقيقة بالسيارة من المدينة، ويقع في محجر حجري مهجور تم ملؤه بمياه فيروزية عميقة. تحولت البحيرة إلى نقطة جذب لمحبي السباحة، والتجديف بقوارب الكاياك، وحتى القفز من الجروف الصخرية، في مغامرات تستهوي الباحثين عن الإثارة.وتنبض شوارع سانت ديفيدز الضيقة بالحياة في المساء، حيث تزدحم المطاعم والمقاهي الصغيرة بالزوار المحليين وتقدم أطباقاً تقليدية، ومشروبات محلية الصنع، إلى جانب عروض موسيقية حية.وتنتشر محال الآيس كريم والمخابز التقليدية على جوانب الطرق، إلى جانب متاجر للحرف اليدوية والفنون المحلية، مما يضفي على التجول في المدينة طابعاً ممتعاً.أما مركز المدينة، فهو صغير بما يكفي لاستكشافه سيراً على الأقدام، ويجمع بين روح الماضي وتسهيلات الحاضر.