الشارقة: سارة المزروعي برزت المصورة الإماراتية عنود الصريدي كأحد الأسماء المؤثرة في مجال التصوير التجاري، حيث عُرفت بدقتها في التفاصيل وقدرتها على إبراز جمال المنتجات بأسلوب فني واحترافي. تعاونت مع كبرى العلامات التجارية إلى جانب دعمها للمشاريع المحلية، وحصلت على جائزة أفضل مصورة في الفجيرة عام 2024، لتؤكد حضورها كعدسة تجمع بين الشغف والاحتراف.لكن النجاح في هذا المجال لا يتوقف عند مجرد توثيق ما تراه العين، فالتصوير التجاري يتجاوز حدود الصورة ليمنح الأشياء روحاً تلامس المتلقي. في تصوير المنتجات تحديداً، تصبح الإضاءة وزاوية الكاميرا والتكوين عناصر أساسية لخلق لقطة قادرة على أن تروي حكاية المنتج دون كلمات. اللقطة المثالية لا تكتفي بإبراز الشكل الخارجي، بل تنقل إحساساً يجعل المشاهد يتخيل الملمس أو الرائحة أو الطعم، وكأنه أمام المنتج مباشرة. في حوار مع الخليج، تكشف الصريدي عن هويتها الفنية، وأسرار الوصول إلى تلك «اللقطة المثالية»، والتحديات التي واجهتها في مسيرتها، إضافة إلى نصائحها للمصورين المبتدئين.كيف تعكس صورك هويتك الفنية بالتصوير؟ وما يميز إبداعك عن غيرك؟تعكس صوري هويتي الفنية من خلال اختيار زوايا وحركات كاميرا تعبر عن قصتي ورؤيتي الخاصة، فأنا لا ألتقط الصورة لمجرد توثيق اللحظة، بل لأمنحها حياة ومشاعر تجعل من يشاهدها يشعر وكأنه جزء منها. أحب المزج بين الضوء والظل، والألوان الدافئة، لخلق أجواء قريبة من الروح.هويتي الفنية تنعكس على قدرتي على تحويل اللحظة العادية إلى قصة بصرية مملوءة بالإحساس، باستخدام الضوء والزوايا لتوصيل المشاعر.تميزي يكمن في ملاحظتي للتفاصيل التي يتجاوزها الآخرون.ما الأسلوب الفني الذي تميلين له بالتصوير؟ وكيف طورته مع الوقت؟أميل إلى أسلوب واقعي بلمسة دافئة، لكوني مصورة منتجات وأطعمة، أحب أن ألتقط اللحظة كما هي لكن بروح فنية تحرك المشاعر، طورت هذا الأسلوب مع الوقت من خلال التجربة المستمرة، ومتابعة أساليب مصورين عالميين، ثم دمج ما يلهمني مع بصمتي الخاصة. وكذلك من خلال التعلم عبر قنوات اليوتيوب ودورات تدريبية وورش عمل في أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة.ما هي العوامل التي تراعينها عند التقاط اللقطة المثالية من حيث الإضاءة والتكوين وزاوية التصوير؟عند التقاط اللقطة المثالية أحرص على ثلاثة عوامل أساسية:الإضاءة: أفضل استغلال الضوء الطبيعي، لأنه يمنح الصورة عمقاً ودفئاً، وأوازن بين الظلال والنور لتوضيح التفاصيل.التكوين: أرتب العناصر داخل الإطار بطريقة تخدم القصة البصرية، مع مراعاة قاعدة الأثلاث وتوجيه العين نحو العنصر الأهم.زاوية التصوير: أختار الزاوية التي تعكس الشعور المطلوب، سواء كانت منخفضة لإبراز القوة أو عالية لإظهار المشهد بالكامل، أو قريبة لالتقاط التفاصيل الدقيقة. إعدادات دقيقة ولمسة إبداعية ما هي أبرز الإعدادات أو التقنيات التي تمنحكِ نتائج مميزة في أعمالك؟أستخدم مزيجاً من الإعدادات الدقيقة واللمسة الإبداعية، من فتحة عدسة تمنح عمقاً وجمالاً، وإضاءة طبيعية تحيي التفاصيل، إلى معالجة نهائية تضيف بصمتي الخاصة، لتخرج كل صورة بروح مختلفة يمكن تمييزها فوراً.هل تعتمدين على برامج تعديل الصور أم تفضلين أن تكون الصورة طبيعية؟أفضل أن تظل الصور طبيعية وتعكس اللحظة كما هي، لكن أستخدم برامج تعديل الصور بحذر لإبراز الإضاءة والألوان والتفاصيل، دون أن أفقد روح الصورة أو جوهرها الحقيقي.ما نوع الكاميرات المستخدمة والعدسات التي تمنحك نتائج أقرب للرؤية الفنية؟كوني مصورة منتجات وأطعمة أستخدم عدسة كانون 5D، ومن ضمن أحدث الكاميرات التي أعلنتها شركة كانون.الكاميرات المستخدمة: أفضل استخدام كاميرات DSLR وMirrorless بالغالب، لأنها تمنحني تحكماً كاملاً في الإعدادات، مثل فتحة العدسة وسرعة الغالق وISO، وتنتج صوراً نقية وواضحة يمكن تكبيرها دون فقدان الجودة. كاميرا المبتدئين برأيك، ما هو أفضل نوع كاميرا للمبتدئين؟ ولماذا؟للمبتدئين، أفضل خيار غالباً يكون كاميرا بدون مرآة (Mirrorless) أو DSLR للمبتدئين، والاختيار يعتمد على ميزانيتك وطريقة استخدامك.أي بمعنى لا يوجد نوع واحد مثالي للمبتدئين، فاختيار الكاميرا يعتمد على أسلوب الاستخدام ونوع التصوير سواء كان هوايات أو منتجات أو حيوانات.كيف طوّرتِ مهاراتك في مجال تصوير المنتجات؟ هل عن طريق الممارسة أو الورش التدريبية؟طوّرت مهاراتي في تصوير المنتجات من خلال الممارسة المستمرة أولاً، وتجربة زوايا وإضاءات مختلفة إلى جانب حضور ورش تدريبية ودورات متخصصة ساعدتني على تعلم تقنيات جديدة وفهم تفاصيل أكثر عن الإضاءة وتنسيق المشهد.بهذا المزج بين التعلم العملي والنظري، تمكنت من تطوير أسلوبي الخاص والوصول إلى نتائج أفضل في تصوير المنتجات.ما استراتيجيتك لعرض أعمالك وجذب الجمهور المناسب؟لعرض أعمالي وجذب الجمهور المناسب أقوم بإنشاء محتوى بصري يعكس أسلوبي الخاص، مع التركيز على جودة الصور وتفاصيلها، وأحرص على مشاركتها عبر منصات التواصل الاجتماعي بشكل منتظم، قصصي قصير حول كواليس العمل وخلف الكاميرا.كما أحرص على التعاون مع علامات تجارية أو مشاريع تتوافق مع مجالي، ومع المتابعة والتواصل المستمر مع الجمهور تبنى علاقة ثقة طويلة المدى. الشغف مصدر دخل ما النصيحة التي تقدمينها للمصورين المبتدئين الذين يطمحون في تحويل شغفهم إلى مصدر دخل؟النصيحة التي أوجهها للمصورين المبتدئين، هي أن يستثمروا في التعلم والممارسة أولاً قبل التفكير في الأرباح، فإتقان هذا الفن يحتاج إلى مهارة وصبر وخبرة. ابدؤوا بمشاريع صغيرة حتى لو كانت مجانية أو بأسعار رمزية، فذلك يمنحكم خبرة عملية ويساعدكم على بناء معرض أعمال قوي وهوية فنية واضحة.