* نلت عضوية شرفية مدى الحياة بالمنظمة الدولية للاحتواء الشامل* المؤتمر الحدث الأبرز عالمياً في مجال مناصرة ذوي الإعاقة الذهنية«يحمل مؤتمر «نحن الاحتواء» رسالة مفادها أن الدمج الكامل للأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع هو أساس بناء مجتمع قوي ومتماسك، قائم على الاعتراف بالتنوع والاحتفاء بجميع الأفراد كشركاء فاعلين في التنمية وصناعة القرار، وذلك عبر إزالة الحواجز التشريعية والمادية والثقافية وتعزيز السياسات والتشريعات الداعمة والشراكات بين القطاعات المختلفة». بهذه الكلمات عبرت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيسة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، عن أهمية الرسالة التي يقدمها المؤتمر العالمي «نحن الاحتواء» الذي تستضيفه الشارقة، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مدار 3 أيام بدءاً من الاثنين. وفي الحوار التالي مع الشيخة جميلة القاسمي، نتعرف أكثر إلى رؤيتها لهذا المؤتمر العالمي وأهميته وتأثيره الإيجابي في الدولة والأفراد وذوي الإعاقة. عن أهمية استضافة هذا المؤتمر العالمي بالشارقة والمنطقة للمرة الأولى، تقول الشيخة جميلة القاسمي: في نسخته الثامنة عشرة، تستضيف الشارقة هذا المؤتمر العالمي برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي تنظمه بالتعاون مع منظمة الاحتواء الشامل الدولية، وشراكة استراتيجية مع المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة. هذه الاستضافة تعزّز مكانة الشارقة مركزاً عالمياً للدمجِ الاجتماعي والتنمية المستدامة، وتسلّط الضوء على خبرتها العريقة في دعم ذوي الإعاقة. ويُعتبرُ المؤتمر الحدثَ الأبرز على مستوى العالم في مجال مناصرة ذوي الإعاقة الذهنية، وتنظمه منظمة الاحتواء الشامل الدولية مرة كل أربع سنوات منذ عام 1963. وتتابع الشيخة جميلة القاسمي: مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية عضو في المنظمة منذ تسعينيات القرن الماضي، ولطالما شاركت المدينة لسنواتٍ في مؤتمراتها، كما أنني كنت عضواً في مجلسها من عام 2012 إلى 2024، ومنحتني مؤخّراً عضوية شرفية مدى الحياة، ويُعلن عن ذلك خلال المؤتمر. وتؤكد الشيخة جميلة القاسمي أن اختيار الشارقة لاستضافة النسخة الثامنة عشرة من المؤتمر يمثل شهادة ثقة من المجتمع الدولي بالدور الريادي للإمارة في دعم وتمكين ذوي الإعاقة الذهنية. وتشير إلى أن استضافة حدث بهذا الحجم تؤكد أن الشارقة رائدة في العمل الحقوقي والإنساني، وبيئة حاضنة لأفضل الممارسات التربوية والتعليمية والصحية التي تعزز اندماج ذوي الإعاقة الذهنية مع مجتمعاتهم. وحول الرسالة التي يحملها المؤتمر للمجتمع بكل فئاته تقول الشيخة جميلة القاسمي: يحمل «نحن الاحتواء» رسالة مفادها أن الدمج الكامل لذوي الإعاقة أساس بناء مجتمع قوي ومتماسك، قائم على الاعتراف بالتنوع والاحتفاء بجميع الأفراد كشركاء فاعلين في التنمية وصناعة القرار، وذلك عبر إزالة الحواجز التشريعية والمادية والثقافية وتعزيز السياسات والتشريعات الداعمة والشراكات بين القطاعات المختلفة. ويؤكّدُ المؤتمر أهمية مشاركة المناصرين في اتخاذ القرارات، سواء ما يتعلق بالمؤتمر أو المنظمة بشكل عام، فوجودهم في مجلسها، وكذلك في مجموعة المناصرين، ساهم في صياغة استراتيجية المنظمة، واختيرت جميع المواضيع المطروحة من خلال توصياتهم، وهي نابعة من تجارب شخصية واحتياجات تدركها أسرهم، مثلما يدركها العاملون معهم. وترى الشيخة جميلة القاسمي أن التنوع في عدد الدول والشخصيات المشاركة يمنح المؤتمر قوة في تبادل وجهات النظر وتطوير المبادرات المشتركة، خاصة مع حضور طيف واسع يشمل منظمات المناصرة الذاتية والأسر، مروراً بمقدمي الخدمات الصحية والتعليمية، وصولاً إلى المؤسسات الاجتماعية والشركات الدامجة في التوظيف، والمنظمات التنموية، وغير الحكومية، فضلاً عن قادة الفكر وممثلي الحكومات وخبراء السياسات من جميع أنحاء العالم. أهم المحاور وعن أهم المحاور التي تنعكس بالفائدة الأكبر على مستقبل ذوي الإعاقة قالت الشيخة جميلة القاسمي: من خلال التّمعُّن في شعار المؤتمر «نحن الاحتواء»، ندركُ الأهمية التي توليها المدينة وشركاؤها للعمل الجماعي، وإتاحة الفرصة أمام المناصرين الذاتيين للتحدث عن حقوقهم، وأن يكونوا في صدارة الجلسات والنقاشات، وأن يُعبّروا عن تطلعاتهم أمام صانعي القرار. تشمل المحاور الأساسية للمؤتمر التعليم الدامج، ودعم الأسر، والتمكين في سوق العمل، والرعاية الصحية الشاملة، وتيسير الوصول إلى القرار والتأهيل القانوني، ودعم المناصرة الذاتية، إضافة إلى الرياضة والفنون والإعلام كأدوات للتأثير والتمكين وبناء مجتمعات دامجة. وهذا يصب حتماً في صالحِ ذوي الإعاقة من خلال دعوتهم إلى التحدثِ عن حقوقهم بأنفسهم، والتعبيرِ عن تجاربهم وتطلعاتهم ومطالبهم، وهي دعوةٌ إلى تنظیمِ وتوحیدِ وتفعيلِ جهودِ المناصرةِ الذاتية، ووضعِ السياساتِ والإجراءاتِ وتنفيذِ المُبادرات، التي من شأنها تطوير عملِ المناصرة الذاتية، وصولاً إلى اتخاذِ قراراتهم بأنفسهم، والمشاركة الفاعلة في مجتمعاتهم.. وتضيف: تكمن أهمية المؤتمر في نوعية القضايا التي يتناولها والتي تمس جوهر حياة ذوي الإعاقة الذهنية وأسرهم، ومن المهم جداً وصول أصواتهم مباشرة إلى أصحاب القرار، وتشجيع اللقاءات وتبادل الأفكار بين الأعضاء، والتأكيد على أهمية المناصرة الذاتية داخل الأسرة، لأنها الحاضنة الأولى والداعم الأهم لأبنائها. تأمل الشيخة جميلة القاسمي خروج المؤتمر بمجموعة من النتائج والتوصيات المرجوة، منها المساهمة في تعزيز دمج ذوي الإعاقة في المجتمع، ويتضمن ذلك تمكين المناصرين الذاتيين وأسرهم، وتطوير سياسات تشجع الدمج، وتوسيع نطاق الخدمات التعليمية والرياضية لهم، إضافة إلى تعزيز الشراكات بين القطاعات المختلفة لخلق مجتمع شامل يحتفي بالتنوع ويستفيد من طاقات جميع أفراده. كذلك، تأمل أن تشمل أبرز التوصيات تطوير سياسات وبرامج تدعم الدمج الشامل لذوي الإعاقة، وتعزيز مشاركتهم ومشاركة أسرهم في اتخاذ القرارات، وتمكين المناصرين الذاتيين بمهارات التأثير، وتوسيع نطاق الوصول إلى التعليم والصحة والتوظيف، إضافة إلى زيادة الوعي المجتمعي ودعم الأسر وتعزيز الشراكات بين القطاعات المختلفة.