في مشهد إنساني نادر، تحوّلت كلبة صغيرة من ضحية التشرد والإهمال في صحراء زاكورة المغربية، إلى نجمة على منصات التواصل الاجتماعي بعد أن وجدت حضناً دافئاً في بريطانيا.القصة التي بدأت بخطوات متعثرة خلف سائحين بريطانيين، انتهت برحلة حياة جديدة مفعمة بالرحمة، لتصبح مثالاً مؤثراً على أن الإنسانية قد تُكتب أحياناً بأقدام كائن ضعيف وقلوب مفتوحة بالحب. بداية غير متوقعة في قلب الصحراء في مشهد غير مألوف، انطلقت قصة إنسانية من صحراء زاكورة جنوب المغرب، بعدما التقى زوجان بريطانيان مع كلبة ضالة خلال رحلة استكشافية على دراجتيهما الهوائيتين.لم يكن الزوجان يتوقعان أن تتحول رحلتهما السياحية إلى مغامرة إنقاذ استثنائية ستلهب مواقع التواصل الاجتماعي. كفاح الكلبة لمسافة 80 كيلومتراً وثّق مقطع فيديو اللحظات الأولى للقصة، حيث ظهرت الكلبة تركض خلف الزوجين لمسافة قاربت 80 كيلومتراً رغم إصابة واضحة في قدميها الخلفيتين.ورغم التعب، لم تستسلم، مما دفع الزوجين إلى وضع جوارب حماية لها لمساعدتها على مواصلة المسير. من الشارع إلى العناية المركزة بعد أن تأكدا أنها تعيش بلا مأوى وتعاني المرض والإهمال، قرر الزوجان التكفل بها.فقاداها إلى مركز إنقاذ محلي، حيث خضعت للعلاج والتطعيمات والإجراءات الطبية اللازمة.استغرقت عملية تجهيز أوراقها الرسمية عدة أشهر، قبل أن تُنقل أخيراً إلى بريطانيا، حيث تعيش اليوم حياة مملوءة بالراحة والأمان. تفاعل واسع وإشادة إنسانية انتشرت القصة بشكل واسع في المغرب وخارجه، وأثارت موجة إعجاب بتصرف الزوجين اللذين جسّدا معنى الرحمة الحقيقية.كتب أحد المعلقين: «الناس تمشي تدور في المغرب وتلقى كنز إنساني اسمه الوفاء.. الكلبة وفية، والسياح أوفياء أيضاً».فيما علّقت أخرى: «ليت مثل هذه القصص توقظ ضمير البعض تجاه معاناة الحيوانات الضالة في بلدنا».ولم تكن تلك الواقعة مجرد حدث عابر، بل تحوّلت إلى رسالة قوية عن قيمة الرحمة وحقوق الحيوان.وجاءت قصة هذه الكلبة لتمنح بصيص أمل بأن العطف لا حدود له، وأن الرحمة تظل أعظم لغة يتحدث بها البشر.